الأربعاء, 27 أغسطس 2025 05:23 PM

علاء ماسو: من لاجئ سوري إلى سباح أولمبي.. ويدعو إلى دعم اندماج اللاجئين في ألمانيا

علاء ماسو: من لاجئ سوري إلى سباح أولمبي.. ويدعو إلى دعم اندماج اللاجئين في ألمانيا

بعد مرور عشر سنوات على وصوله إلى ألمانيا كلاجئ من سوريا، أصبح السباح علاء ماسو رمزًا للإرادة والتصميم، وبرهانًا على قدرة الرياضة على تجاوز كل الحواجز. ماسو، الذي شارك في أولمبياد طوكيو 2021 وأولمبياد باريس 2024 ضمن فريق اللاجئين الأولمبي، قدّم مؤخرًا طلبًا للحصول على الجنسية الألمانية، مؤكدًا أن ألمانيا أصبحت وطنه.

اضطر ماسو لمغادرة سوريا مع شقيقه الأكبر، وهو رياضي أيضًا، إثر اندلاع الحرب في حلب عام 2015، ليخوض رحلة طويلة عبر تركيا وصولًا إلى أوروبا. وعلى الرغم من أنه كان يخطط للاستقرار في هولندا، إلا أن قواعد اللجوء الأوروبية قادته إلى ألمانيا. يصف ماسو سنواته الأولى في ألمانيا بأنها كانت الأصعب، حيث فقد أربع سنوات حاسمة في مسيرته الرياضية، لم يتمكن خلالها من التدريب بانتظام، لكنه استطاع العودة وتحقيق حلمه بالمشاركة في الأولمبياد.

في مقابلة سابقة مع "دويتشه فيله"، صرح ماسو قائلًا: "الوطن ليس مجرد المكان الذي ولدت فيه، بل هو المكان الذي تشعر فيه بأنك في بيتك، وهذا الإحساس يمنحه لك الناس من حولك." خلال أولمبياد طوكيو، انتشرت صورة مؤثرة له وهو يعانق شقيقه، الذي مثّل سوريا في منافسات الترايثلون، في مشهد اعتبر رسالة وحدة إنسانية تتجاوز السياسة.

واليوم، بينما يكتنف الغموض مستقبله الرياضي، سواء بتمثيل ألمانيا أو سوريا بعد سقوط نظام الأسد المتوقع أواخر عام 2024، يواصل ماسو العمل من أجل قضية يعتبرها جوهرية، وهي دمج اللاجئين في المجتمع الألماني. ويشدد على أهمية توفير ورش عمل مخصصة للاجئين الجدد لتعريفهم بالثقافة الجديدة، مؤكدًا أنه ليس عليهم التخلي عن خلفيتهم أو ثقافتهم، ولكن يجب عليهم السعي للتكيف مع المجتمع الذي اختاروا العيش فيه.

تكتسب هذه الدعوة أهمية خاصة في ظل صعود التيار الشعبوي والانتقادات المتزايدة للهجرة في ألمانيا، حيث حقق "حزب البديل من أجل ألمانيا" (AfD) نتائج قوية في انتخابات فبراير 2025. وعلى الرغم من دعوات قادة الحزب إلى "إعادة ترحيل واسعة"، يؤكد ماسو أنه لا يشعر بالخوف، معللًا ذلك بأنه في أوروبا والديمقراطية، لا يستطيع أي حزب مهما كان حجمه أن يقرر كل شيء بمفرده.

وبينما ينتظر ماسو البت في طلبه للحصول على الجنسية الألمانية، يبقى حلمه قائمًا بالمشاركة في البطولات الدولية المقبلة مرتديًا ألوان ألمانيا، البلد الذي منحه الأمان وأصبح وطنه الجديد.

مشاركة المقال: