الإثنين, 1 سبتمبر 2025 11:30 AM

ملف المفقودين في سوريا: قصص مأساوية تروي فصولاً من الانتظار والألم

ملف المفقودين في سوريا: قصص مأساوية تروي فصولاً من الانتظار والألم

ثناء أبو دقن تروي: لطالما كتبت عن قصص الآخرين، وتقاسمت همومهم ومعاناتهم، لكن لم يخطر ببالي يومًا أن أروي قصتي الشخصية، والتي هي في الواقع قضية كل بيت سوري ومعاناة كل عائلة على امتداد الأراضي السورية.

ملف المفقودين والمغيبين يظل الأكثر جدلاً وإثارة للألم في سوريا، ففي كل مكان قصة تروي مأساة مفقود. إنه جرح لا يندمل، ومأساة لا تُنسى، وتأرجح بين الانتظار واليأس، وبحث محموم عن أي معلومة عن مصيرهم أو مكان دفنهم، وتمزق يومي بالذكريات.

قصتي تتشابه مع آلاف القصص، ولا يكاد يوجد بيت في سوريا لم يعانِ من موت أو اختفاء عزيز خلال الحرب التي أحرقت كل شيء جميل. كل العائلات ذاقت مرارة الفقد خلال حكم الأسد المجرم.

مسلم أبو ذقن، شاب جامعي طموح، تلقى اتصالاً في شتاء 2013 من شخص يستدعيه إلى "الفرع 215" مهددًا إياه. وعندما سأل عن السبب، قيل له إن رقم جواله موجود على هاتف أحد المعتقلين، وأنه مهدور الدم.

خاف مسلم ولم يذهب، لأن "الفرع 215" مكان للتصفية البشرية. بدأت المضايقات والملاحقات الأمنية تطارده، واضطر للانضمام إلى الثورة، وعُرف بكرهه الشديد لسفك الدماء، واستشهد في غارة لنظام الأسد في منطقة خان الشيح.

أما محمود العمري، المعروف بأبي القاسم، فتم اعتقاله أثناء تمشيط لمنازل كفرسوسة بعد اشتباكات، بسبب وجود فوارغ رصاص على سطح بيته. رغم شهادة الجميع بحسن أخلاقه، تم اقتياده إلى "الفرع 215" وتمت تصفيته بعد وقت قصير، مخلفًا وراءه خمسة أولاد قصّر.

هذه القصص وغيرها، ستروى عبر الأجيال، وستبقى جرحًا ساخنًا ونزيفًا لا يتوقف، وصراخًا لا مجيب له.

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

مشاركة المقال: