تواصل الطالبة المتفوقة لانا شاكردي، من مدينة الأتارب، مسيرتها التعليمية المتميزة، حيث حققت هذا العام 238 درجة من أصل 240 في امتحانات الشهادة الثانوية – الفرع العلمي. يمثل هذا الإنجاز تأكيدًا على أن الإصرار والاجتهاد يمكن أن يثمرا نجاحًا حتى في أصعب الظروف.
هذا التفوق ليس جديدًا على لانا، فقد سبق لسوريا 24 أن وثقت تميزها في شهادة التعليم الأساسي قبل ثلاث سنوات، عندما حصلت على العلامة الكاملة 280 من 280. هذا يثبت أن التميز ليس صدفة، بل نتيجة جهد مستمر ودعم عائلي كبير.
تحديات وظروف استثنائية
تقول لانا في حديثها لـ سوريا 24: "منذ بداية دراستي وحتى اليوم، مررنا بظروف صعبة من نزوح وقصف متكرر، ومع ذلك لم أتوقف عن التعلم." وتضيف: "كنت أعتبر كل دقيقة ثمينة، لذلك حرصت على استغلال وقتي بالكامل." وتؤكد أن تفوقها يعود أولاً إلى فضل الله، ثم إلى دعاء وتشجيع أهلها، بالإضافة إلى جهدها المتواصل.
وعن سر نجاحها، توضح لانا: "السر يكمن في تنظيم الوقت والالتزام بالدراسة دون تضييع أي فرصة، بالإضافة إلى الموازنة بين متابعة دروسي وحفظ القرآن الكريم، حيث حصلت هذا العام على إجازة في رواية قالون عن نافع، إلى جانب دراستي للبكالوريا."
دعم عائلي ورحلة مثابرة
من جانبه، أوضح والد لانا، محمد شاكردي، أن تفوق ابنته لم يكن مفاجئًا، بل نتيجة لمسيرة طويلة من الجد والاجتهاد، قائلاً: "منذ الصف التاسع وهي تحقق المراتب الأولى. كعائلة، وفرنا لها ما تحتاجه، لكن سر النجاح الحقيقي كان اجتهادها وإصرارها." وأضاف أنه كان يتوقع أن تحقق لانا العلامة الكاملة، إلا أنها لم تخسر سوى علامتين فقط، وهذا إنجاز يفتخرون به جميعًا.
كما وجه الأب رسالة إلى الأهالي، داعيًا إياهم إلى دعم أبنائهم والوقوف بجانبهم دون ضغوط، لأن "لكل طالب قدراته، والمطلوب هو التشجيع والمتابعة لا أكثر."
إهداء ورسالة أمل
في ختام حديثها، أهدت لانا تفوقها إلى والديها ومعلميها، وإلى شهداء الثورة السورية الذين قدموا أرواحهم، مؤكدة أن نجاحها ليس مجرد إنجاز شخصي، وإنما رسالة وفاء لتضحياتهم، ودليل على أن إرادة الحياة قادرة على الانتصار على الحرب.