تُنشر هذه المادة في إطار شراكة إعلامية بين عنب بلدي و"DW"
أعلنت رئاسة أكبر جمعية من العلماء المتخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية والتوعية بها حول العالم، اليوم الاثنين (الأول من سبتمبر/ أيلول 2025)، عن موافقة الجمعية على قرار يؤكد استيفاء المعايير القانونية لإثبات ارتكاب إسرائيل لإبادة جماعية في غزة. وقد أيد هذا القرار 86 بالمئة من المصوتين، والبالغ عددهم 500 عضو في الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية، حيث نص القرار على أن "سياسات إسرائيل وتصرفاتها في غزة تستوفي التعريف القانوني للإبادة الجماعية المنصوص عليه في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الصادرة سنة 1948".
إسرائيل.. لا تعقيب
لم يصدر أي تعقيب من جانب وزارة الخارجية الإسرائيلية حتى الآن. وكانت إسرائيل قد نفت بشدة في السابق أن تصل أفعالها في غزة إلى مستوى الإبادة الجماعية، وهي تعمل حاليًا ضد دعوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي تتهمها بارتكاب إبادة جماعية.
يُذكر أن إسرائيل أطلقت حملة على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، بعد هجوم شنه مسلحون من حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية، على جنوب إسرائيل، مما أسفر، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واقتياد أكثر من 250 رهينة. وقد أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل 63 ألف شخص وتدمير أو إلحاق أضرار بمعظم المباني في القطاع، الذي اضطر جميع سكانه تقريبًا إلى النزوح مرة واحدة على الأقل.
منذ تأسيسها عام 1994، أصدرت جمعية علماء الإبادة الجماعية تسعة قرارات تعترف بوقائع تاريخية أو مستمرة على أنها إبادة جماعية.
مقتل ما لا يقل عن 210 صحفيين في غزة
تشارك اليوم الاثنين أكثر من 250 وسيلة إعلامية من نحو 70 بلدًا في حملة للتنديد بقتل إسرائيل لعدد كبير من الصحافيين الفلسطينيين في غزة، وذلك بمبادرة من منظمتي "مراسلون بلا حدود" و"آفاز" غير الحكوميتين، سواء بوضع شريط أسود على الصفحة الأولى، أو رسالة على الصفحة الرئيسية للموقع الإلكتروني، أو من خلال افتتاحيات ومقالات رأي.
"بالمعدل الذي يقتل فيه الجيش الإسرائيلي الصحافيين في غزة، لن يبقى قريبا أحد لينقل ما يحدث"، هي الرسالة التي عُرضت على خلفية سوداء على الصفحات الأولى لصحف مثل لومانيتيه في فرنسا، وبوبليكو في البرتغال، ولا ليبر في بلجيكا. كما نشر موقع ميديابارت الإلكتروني وموقع صحيفة لا كروا الإلكتروني مقالا خُصص للحملة. وقد أحصت منظمة مراسلون بلا حدود مقتل أكثر من 210 صحافيين منذ بدء الحرب والهجمات الإسرائيلية في غزة، إثر الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
حملة وشكاوى أمام الجنائية الدولية
وتأتي حملة الاثنين، التي تشارك فيها أيضا صحيفة "لوريان لو جور" (لبنان)، و"ذا إنترسبت" (مؤسسة إعلامية استقصائية أميركية)، وصحيفة "دي تاغس تسايتونغ" (ألمانيا)، بعد أسبوع من الضربات الإسرائيلية التي أودت بحياة عشرين شخصا بينهم خمسة صحافيين في مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب القطاع.
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود في بيان: "تندد هذه المنظمات وهيئات التحرير بالجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الصحافيين الفلسطينيين دون عقاب، وتدعو إلى حمايتهم وإجلائهم على نحو عاجل، وتطالب بالسماح بدخول الصحافة الدولية إلى القطاع باستقلالية". وأضافت المنظمة المعنية بحقوق الصحافة أنها رفعت أربع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الجيش الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الصحافيين في قطاع غزة على مدار الاثنين وعشرين شهرًا الماضية. ومنذ بداية الحرب، لم يُسمح للصحافة الدولية بالعمل بحرية في الأراضي الفلسطينية. ودخلت قلة مختارة من وسائل الإعلام قطاع غزة، برفقة الجيش الإسرائيلي، وخضعت تقاريرها لرقابة عسكرية صارمة.