الإثنين, 1 سبتمبر 2025 10:23 PM

معرض دمشق الدولي: الفن والثقافة يقودان التعافي ويرسمان ملامح مستقبل سوريا

معرض دمشق الدولي: الفن والثقافة يقودان التعافي ويرسمان ملامح مستقبل سوريا

لم يعد معرض دمشق الدولي مجرد حدث اقتصادي أو تجاري، بل تحول إلى منصة فنية وثقافية بارزة تعكس غنى الهوية السورية وانفتاحها على العالم. يكتسب المعرض أهمية خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها سوريا، حيث يمثل جسراً للتواصل الحضاري ورسالة أمل تؤكد قدرة الثقافة والفن على تجاوز آثار الحرب وقيادة سوريا نحو مستقبل أفضل.

يحتل الفن مكانة مركزية في المعرض، مع تخصيص أجنحة ومعارض داخلية وخارجية لعرض الفنون التشكيلية، والتصوير الضوئي، والحرف اليدوية، والموسيقى. هذه المشاركات ليست مجرد أعمال فنية، بل هي شهادات حية على صمود الفنان السوري وإصراره على الإبداع رغم التحديات.

من الناحية الثقافية، يوفر المعرض منصة للحوار والتبادل الثقافي بين سوريا ودول العالم. مشاركة دول من مختلف القارات لا تقتصر على عرض المنتجات التجارية، بل تشمل أيضاً الفنون والتراث، مما يحول دمشق خلال فترة المعرض إلى ملتقى عالمي للثقافات. تعكس هذه المشاركة الواسعة رغبة متبادلة في التقارب الثقافي وتأكيد دور دمشق التاريخي كمركز للإشعاع الحضاري، وتعزيز صورة سوريا كبلد غني بالتراث ومنفتح على التجديد.

تتجاوز أهمية المعرض الفنية والثقافية الجانب الجمالي لتشمل الأبعاد الاجتماعية والنفسية. ففي بلد أنهكته الحرب، يصبح الفن والثقافة وسيلة لترميم الذاكرة الجماعية وبث الأمل في المجتمع. كما أن العروض الفنية والموسيقية تخلق أجواء احتفالية تعزز الانتماء الوطني وتعيد الثقة بالقدرة على النهوض من جديد.

إن انعقاد المعرض بهذا الزخم الفني والثقافي يعكس إرادة الحياة لدى السوريين، ويرسل رسالة حضارية مفادها أن سوريا ليست مجرد حرب ودمار، بل هي بلد حضارة وفن وإبداع. كما يثبت أن الثقافة قادرة على التكامل مع الاقتصاد والسياسة في رسم ملامح مرحلة التعافي. وفي هذه المرحلة التي تمر بها سوريا، يصبح المعرض شاهداً على أن الفن والثقافة ليسا ترفاً، بل ضرورة وطنية لإعادة بناء الإنسان والمجتمع، وتعزيز مكانة سوريا كحاضرة حضارية لا تغيب عن المشهد الإقليمي والعالمي.

الوطن - وائل العدس

مشاركة المقال: