دمشق-سانا: في إطار جهودها الرامية لإعادة بناء الاقتصاد والارتقاء بالبحث العلمي والصحي، تسعى هيئة الطاقة الذرية السورية إلى دمج العلوم النووية في مناهج التعليم في سوريا. وتهدف هذه المبادرة إلى توفير قاعدة بشرية مؤهلة وبناء ثقافة أمان نووي وإشعاعي راسخة وفقًا للمعايير الدولية.
من جناح الهيئة في معرض دمشق الدولي بدورته الـ62، أوضح الباحث عبد القادر بيطار، رئيس المركز التدريبي للعلوم والتقانات النووية بالهيئة، في تصريح لمراسل سانا، أن هناك تعاوناً قائماً بين الهيئة وجامعة دمشق لتدريس وتدريب طلاب دبلوم الوقاية الإشعاعية وطلاب ماجستير الفيزياء الطبية. وأشار إلى التعاون مع هيئة التميز والإبداع، حيث تشارك الهيئة في تدريب الفريق الدولي بالكيمياء وعلم الأحياء، بالإضافة إلى تدريب الفريق الذي شارك في أولمبياد العلوم النووية هذا العام.
تعاون مثمر مع الجامعات والمؤسسات الوطنية والإقليمية
أكد بيطار على مشاركات الهيئة على المستوى العربي، مشيراً إلى إقامة دورات إقليمية بعد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية عام 2023 بالتعاون مع الهيئة العربية للطاقة الذرية، بالإضافة إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإنجاز دورة تدريبية مشتركة.
كما نوّه بيطار بالكفاءات والمخابر المتوفرة في الهيئة، والتي تضم أجهزة نوعية. وأوضح أن المركز التدريبي يربط بين إمكانيات الهيئة والمؤسسات الحكومية والخاصة من خلال إقامة دورات تدريبية وطنية، وينسق بين الهيئة والجامعات الحكومية والخاصة من أجل التدريب الفردي أو إقامة مشاريع التخرج أو دورات تدريبية خاصة.
توعية المجتمع وتعريف الأجيال الشابة بالعلوم النووية
من جهته، أوضح محمد حسن عبيد، الباحث في هيئة الطاقة الذرية، أن الهيئة تشارك في مشروع تعاون إقليمي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإدخال العلوم النووية وتطبيقاتها في المناهج التربوية السورية ودعم التعليم النووي في المرحلة الجامعية. وأكد على أهمية توعية المجتمع وتعريفه بالعلوم النووية وتطبيقاتها المختلفة في الحياة اليومية.
وأشار عبيد إلى حرص الهيئة على المشاركة في معرض دمشق الدولي لإظهار هذا المشروع والتوجه نحو الشريحة العمرية الأصغر، بهدف التعريف بالهيئة والإضاءة على هذه العلوم وتطبيقاتها من خلال الخبرات النظرية والعملية والتجهيزات المتقدمة التي تتميز بها مخابرها.
تعد مشاركة هيئة الطاقة الذرية السورية في معرض دمشق الدولي هي الأولى من نوعها، وتمثل فرصة للتواصل المباشر مع المواطنين لشرح طبيعة عملها والتعريف بإنجازاتها ومشاريعها التي تخدم قطاعات واسعة من المجتمع، بالإضافة إلى جذب الباحثين والطلاب والخريجين الشباب.