أدان الرئيس اللبناني جوزاف عون، يوم الخميس، الاعتداء الإسرائيلي على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان “اليونيفيل” في بلدة مروحين. واعتبر عون أن هذا الاعتداء يمثل تحدياً لإرادة المجتمع الدولي.
وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، أن عون أجرى اتصالاً هاتفياً بقائد “اليونيفيل” الجنرال ديوداتو ابانيارا، وأعرب له عن إدانة لبنان لهذا الاعتداء الذي وصفه بأنه الأخطر منذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي جاء بعد أقل من أسبوع على تمديد مجلس الأمن الدولي ولاية اليونيفيل.
وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد بالإجماع قراراً بتمديد ولاية “يونيفيل” حتى نهاية عام 2026، وذلك خلال جلسة عقدت بطلب من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأعلنت “اليونيفيل” يوم الأربعاء، أن طائرات مسيرة إسرائيلية هاجمت قوات تابعة لها بأربع قنابل، واصفة ذلك بأنه “أخطر هجوم” منذ بدء وقف إطلاق النار بين تل أبيب و”حزب الله”. وأضافت أن إحدى القنابل سقطت على بعد 20 متراً، وثلاث قنابل أخرى على بعد حوالي 100 متر من أفراد وآليات الأمم المتحدة، وشوهدت المسيّرات وهي تعود إلى جنوب الخط الأزرق (داخل إسرائيل).
وأكد الرئيس اللبناني أن هذه الاعتداءات تؤكد أن إسرائيل ماضية في تحدي إرادة المجتمع الدولي الذي طالب بوقف الأعمال العدائية ضد لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب، وإعادة الأسرى اللبنانيين، وتطبيق القرار 1701 بشكل كامل.
يذكر أن الأمم المتحدة اعتمدت بالإجماع القرار 1701 في عام 2006، بهدف وقف الأعمال العدائية بين “حزب الله” وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن آنذاك إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة. وبموجب القرار، تقرر زيادة عدد عناصر “اليونيفيل” إلى 15 ألف فرد لمراقبة وقف الأعمال العدائية ودعم الجيش اللبناني في أثناء انسحاب إسرائيل من جنوبي لبنان.
وأشار عون إلى أن “أخطر ما في الاعتداء الأخير على الجنود الدوليين أن إسرائيل كانت على علم مسبق بعمل اليونيفيل في إزالة العوائق الطرقية في منطقة الخط الأزرق، ما يعني أن استهدافها القوة الدولية كان متعمداً وعن سابق تصور وتصميم”.
وأضاف أن هذا الأمر يستوجب تحركاً دولياً لإلزام إسرائيل بوضع حد لانتهاكاتها المتكررة لقرارات مجلس الأمن والحصانات الدولية المعطاة لعمل حفظة السلام في العالم، لاسيما وأن الاعتداءات الإسرائيلية على المدن والقرى الجنوبية مستمرة بشكل دائم وتستهدف سكاناً آمنين ومنازل ومنشآت مدنية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بدأت إسرائيل عدوانا على لبنان حولته في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة قتلت خلالها أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين. ورغم التوصل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن ما لا يقل عن 290 شهيدا و608 جرحى، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍ للاتفاق تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى تحتلها منذ عقود. وإلى جانب الأراضي اللبنانية، تحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي سورية، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.