أصدرت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية قراراً بإلغاء تدريس المناهج الصادرة عن وزارة التربية السورية، وأبلغت بذلك المدارس الخاصة والعامة في منطقة الشمال الشرقي، حسبما أفادت وكالة نورث برس المحلية.
أكد مسؤول تربوي في الإدارة الذاتية، لم يتم الكشف عن اسمه، صحة القرار، مشيراً إلى أنه يسري على جميع المدارس الحكومية والخاصة في مناطق الشمال الشرقي، دون توضيح أسباب اتخاذ هذا القرار في الوقت الحالي. وأشارت مصادر تربوية إلى أن القرار قد تم تعميمه بالفعل على مختلف المدارس، وأن الإدارة الذاتية تعتزم إعلانه رسمياً عبر وسائل الإعلام خلال اليومين القادمين.
نشر صحفي صوراً تظهر فهارس كتب المنهاج الذي سيتم فرضه على طلاب الشهادة الثانوية في الشمال الشرقي. وقد لفت الانتباه مواضيع كتاب التاريخ التي تضمنت دروساً عن "الاحتلال العثماني" و"الاستعمار الفرنسي" لسوريا وتطورها بعد الاستقلال حتى عام 1963، ثم درس عن "ثورة شمال وشرق سوريا" دون الإشارة إلى الثورة السورية التي شملت كافة المناطق. ويشمل المنهاج أيضاً تاريخ الدول العربية من المحيط إلى الخليج، على غرار المنهاج السوري العام.
أثار هذا القرار استغراباً، خاصةً وأن التعليم واختلاف المناهج يعتبر من الملفات الشائكة في المفاوضات بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، على الرغم من تأكيد الطرفين على استمرار التواصل بهدف التوصل إلى اتفاق يوحد الجهود وينهي الانقسام. وفي 10 آذار الماضي، توصل الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي إلى اتفاق على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية.
يُذكر أن طلاب مناطق شمال شرق سوريا قد تقدموا هذا العام لامتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية بمنهاج الحكومة السورية، بالتنسيق بين هيئة التربية في الإدارة الذاتية ووزارة التربية لتسهيل إجراءات التسجيل وتمكين الطلاب من أداء الامتحانات في مناطقهم.
لطالما كان ملف المناهج الدراسية محل خلاف مستمر بين الإدارة الذاتية والنظام السابق، وكان الطلاب يدفعون ثمن التجاذبات السياسية، خاصةً وأن الشهادات الصادرة عن الإدارة الذاتية لا تحظى باعتراف رسمي يمكّن حامليها من دخول الجامعات ومتابعة تحصيلهم الدراسي.