صرح ضابط المخابرات الأمريكي المتقاعد، سكوت ريتر، بأن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي سيختفي قريبًا في أعقاب هجوم المسيرات الأوكرانية على الكرملين. وأوضح ريتر في مقابلة مع قناة U.S. Tour of Duty على يوتيوب: "لو استهدف البيت الأبيض بمسيرة، فإن المسؤولين عن ذلك لن ينجوا بالتأكيد، ولا توجد خيارات أخرى".
وأكد ريتر أن هذا الهجوم الاستفزازي من أوكرانيا لن يمر دون عقاب، وسيكون له عواقب وخيمة على زيلينسكي، مضيفًا: "مستقبل زيلينسكي قاتم، فاستمتعوا بمقاطع الفيديو التي يقدمها طالما أمكن، لأنه لن يفعل ذلك قريبًا".
وكانت إدارة الرئاسة الروسية قد أعلنت عن محاولة استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين، وتم تعطيل المسيرتين نتيجة للإجراءات التي اتخذها الجيش والأجهزة الخاصة في الوقت المناسب، دون وقوع إصابات أو أضرار مادية.
وأشار ريتر إلى أن الوضع على خطوط المواجهة بين روسيا وأوكرانيا يتحول ضد الغرب وكييف لصالح موسكو.
كما صرح بأن توسع الناتو في أوكرانيا سيؤدي إلى حرب نتيجة تجاوز الخطوط الحمراء لروسيا، لافتًا إلى أن واشنطن هي من أشعلت الحرب في أوكرانيا، وأن روسيا تنتصر وتخلق انقسامًا بين واشنطن وأوروبا حول هذا الموضوع.
وأكد ريتر أن واشنطن فشلت على جميع الجبهات وزودت كييف بأسلحة تسمح لها بضرب أهداف خاطئة، وأن روسيا ستنتقم. وأضاف أن سماح الغرب لكييف باستخدام أسلحته ضد الأراضي الروسية يعد تصعيدًا خطيرًا للغاية، وأن تصريح بوتين بشأن تسليح روسيا لأطراف أخرى هو محاولة لخفض التصعيد.
يذكر أن ريتر (64 عامًا) كان مفتشًا مكلفًا بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، لكنه أصبح فيما بعد منتقداً للسياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقبل الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، صرح ريتر بأن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل.
ونتيجة لمواقفه وشعبيته المتزايدة كناشط مناهض للحرب ومحاور برامج حوارية، سعت الحكومة الأمريكية إلى تقويض مصداقيته بتشويه سمعته واعتقاله مرتين بتهمة تحريض القاصرين على ممارسة الجنس عبر الإنترنت.
وفي سياق متصل، يُعد كتاب "أسرار العراق" الذي أصدره ريتر من أبرز المصادر التي تكشف كيف قامت الولايات المتحدة الأمريكية بفبركة قضايا كاذبة ذات أبعاد أمنية وعسكرية لتنفيذ مصالحها في العالم، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
وقد أعدّ سكوت ريتر هذا الكتاب، وهو ضابط البحرية السابق الذي تسعى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA لإسكاته.
وبعد حرب الخليج عام 1991، ساعد ريتر في قيادة عمليات تفتيش الأسلحة التي أجرتها الأمم المتحدة في العراق، ووجد نفسه في قلب لعبة خطيرة بين النظامين العراقي والأمريكي.
ويكشف ريتر في هذا الكتاب المثير للجدل أن واشنطن لم تكن مهتمة بنزع السلاح إلا كأداة لتحقيق أجندتها الخاصة. وفي خضم أعمال التجسس والتجسس المضاد، كان ريتر وفريقه مصممين على كشف حقيقة أسلحة الدمار الشامل العراقية.
وكانت وكالة المخابرات المركزية مصممة بنفس القدر على إيقافهم. فالحقيقة، كما نعلم الآن، هي أن العراق كان يلعب لعبة خداع مزدوجة قاتلة، وأنه في الواقع لا يمتلك أسلحة دمار شامل (أي أسلحة نووية، بينما كان صدام حسين يملك أسلحة كيميائية زوده بها الغرب واستخدمها ضد الجمهورية الإسلامية في إيران وضد إقليم كردستان العراق). لكن الكشف عن ذلك كان سيعرقل مساعي أمريكا لتغيير النظام.
ويروي كتاب "أسرار العراق" كيف أدرك ريتر أن حكومته سعت إلى تقويض جهود الحد من التسلح الفعالة في الشرق الأوسط. ويُظهر الكتاب عالمًا من الخداع والخيانة، حيث لا شيء كما يبدو.
وتضم هذه الرواية القوية مجموعة من الشخصيات من الموساد والمخابرات البريطانية MI6 ووكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA، وتحتوي على حقائق من شأنها أن تؤثر بشكل دائم على المناقشات الجارية حول العراق.
إلى ذلك، أبدى ريتر إعجابه الشديد باليمنيين وبصمودهم في مقارعة قوى الاستكبار والاستعمار أمريكا وإسرائيل. وقال ريتر في مقابلة تلفزيونية: "اليمنيون لم ولن ينكسروا أبدًا، يمكنك تجويعهم حتى الموت لكنك لن تستطيع كسرهم".
وأضاف ريتر: "إنهم الخصم الأكثر جدارة وثقة، والنقطة المضيئة لمحور المقاومة، لأنهم أقوياء ومرنون، إنني مليء بالإعجاب بهؤلاء الناس ويستحقون أعلى درجات الاحترام".
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم