شهد قطاع غزة تصعيدًا خطيرًا منذ فجر الأحد، حيث قتل الجيش الإسرائيلي 23 فلسطينيًا، بينهم 21 في مدينة غزة، نتيجة لقصف مكثف استهدف مناطق متفرقة، وذلك في إطار ما وصف بأنها حرب إبادة جماعية مستمرة منذ 23 شهرًا.
وفي مدينة غزة، أفادت مصادر طبية للأناضول عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت خيمة تؤوي نازحين بالقرب من مستشفى الوفاء في منطقة السرايا. وأشارت المصادر إلى أن 8 شهداء وعدة جرحى سقطوا نتيجة قصف جوي إسرائيلي استهدف مدرسة الفارابي التي تؤوي نازحين في محيط ملعب اليرموك وسط مدينة غزة. كما ذكرت المصادر عن استشهاد 4 أشخاص، بينهم طفل، وإصابة آخرين جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلاً عند مفترق الغزالي بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، بالإضافة إلى استشهاد طفلين وإصابة آخرين باستهداف مسيرة إسرائيلية لخيمة نازحين مقابل مفترق التشريعي بمدينة غزة.
وأفاد شهود عيان بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت محيط بركة الشيخ رضوان، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية القريبة من المنطقة. كما جرى الإبلاغ عن غارات جوية إسرائيلية وقصف مدفعي على حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وفي سياق متصل، أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في عمارة الرؤيا وخيام النازحين المجاورة لها بحي الرمال بمدينة غزة بالإخلاء الفوري قبل مهاجمتها، موجهًا إنذارًا عاجلاً إلى سكان مدينة غزة في البلوكات 726 و727 و784 و786، وتحديدًا في عمارة الرؤيا المحددة بالأحمر والخيام المجاورة لها، والواقعة في مفرق بيروت وشارع جامعة الدول العربية. وادعى الجيش الإسرائيلي، في بيان نشره على منصة شركة “إكس” الأمريكية، أنه سيهاجم المبنى في وقت قريب، بدعوى وجود بنى تحتية إرهابية لحماس داخله أو بجواره، مطالبًا الفلسطينيين بإخلاء المبنى بشكل فوري والتوجه جنوبًا نحو المنطقة التي يزعم أنها “إنسانية” في مواصي خان يونس جنوبي القطاع.
وفي تطورات أخرى، دمر الجيش الإسرائيلي برج “السوسي” السكني غربي مدينة غزة، والذي يتكون من 15 طابقًا ويضم أكثر من 60 شقة، وذلك غداة تدميره برج “مشتهى” السكني بالمدينة، وسط مخاوف من تداعيات القصف على أوضاع نحو مليون فلسطيني يسكنون بالمدينة، معظمهم نازحون.
وفي 7 أغسطس/ آب الماضي، ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية أن إسرائيل دمرت منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 نحو 88 بالمئة من البنى التحتية في قطاع غزة، بما يشمل المنازل، وأنه لم يعد لمعظم النازحين الفلسطينيين أماكن يعيشون فيها إلا المدارس وبعض مباني الجامعات.
وتشير التقارير إلى أن إسرائيل، وبدعم أمريكي، ترتكب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وقد أسفرت هذه العمليات عن استشهاد 64 ألفا و368 شخصًا، وإصابة 162 ألفا و367 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى وجود ما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 382 فلسطينيا، بينهم 135 طفلا.
وتحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان منذ عقود، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.