الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 03:11 PM

مخطط استعماري يستهدف مصر وجيشها: هل تواجه القاهرة مصير العراق وسوريا؟

مخطط استعماري يستهدف مصر وجيشها: هل تواجه القاهرة مصير العراق وسوريا؟

يرى راسم عبيدات أن المشروع الاستعماري الجديد للمنطقة يتجاوز تقسيمات «سايكس– بيكو»، ويهدف إلى إعادة تفكيك الجغرافيا العربية والإسلامية وتركيبها على أسس مذهبية وعرقية لإنتاج دول هشة مرتبطة بأحلاف أمنية مع إسرائيل، ومقادة اقتصادياً من قبل الرأسمالية العالمية في واشنطن. ولتحقيق حلم «إسرائيل الكبرى»، يجب القضاء على الجيوش العربية، وعلى رأسها الجيش المصري.

يشهد الوضع تصعيداً من نتنياهو وحكومته تجاه مصر وجيشها، مدعياً أن مصر تسجن الغزيين وتمنعهم من الهجرة، ومهدداً بإلغاء اتفاقية الغاز، ومتهماً مصر بخرق اتفاقية «كامب ديفيد» ونشر قوات في سيناء.

أكدت مصر رفضها أن تكون بوابة تهجير للشعب الفلسطيني، معتبرة ذلك تهديداً لأمنها القومي. والتصعيد يمتد إلى أمنها المائي، حيث دفعت الولايات المتحدة وإسرائيل، إثيوبيا لزيادة الضغوط على مصر. وقد صرح رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بأن إثيوبيا ستقيم سدوداً أخرى على منابع النيل وتستعيد سيطرتها على البحر الأحمر.

تشير التطورات إلى أن الحرب الكلامية بين مصر وإسرائيل قد تتحول إلى مواجهة عسكرية، ليس فقط بسبب مخطط تهجير سكان قطاع غزة وإقامة «ريفييرا الشرق»، بل أيضاً بسبب استهداف إلغاء مبادرة «الأرض مقابل السلام» التي أُقرت في قمة بيروت عام 2002.

يقوم المشروع الاستعماري الجديد على منع أي تهديد لـإسرائيل، ويعتمد على «التطبيع والسلام مقابل الأمن»، أي نزع سلاح الجيوش العربية، كما حدث في سوريا والعراق. وفي لبنان، تستمر التهديدات الأميركية، حيث يرى المبعوث توماس براك وجوب نزع سلاح المقاومة اللبنانية قبل انسحاب إسرائيل.

من عناصر المشروع أيضاً إنشاء مناطق أمنية في الجغرافيا العربية لخدمة إسرائيل، ففي سوريا، تسيطر إسرائيل أمنياً على مساحة واسعة. وفي لبنان، يشمل المخطط منع عودة سكان القرى الحدودية المهجرين وتحويلها إلى مناطق اقتصادية واستثمارية كغطاء أمني.

مصر الآن في دائرة الاستهداف، فهل باتت القيادة المصرية مقتنعة بأن أمنها مهدد، وأن عليها الاستجابة وإلا فإن مصيرها سيكون كمصير الجيشين العراقي والسوري؟

إن حضور مصر لقمة شنغهاي في الصين، وسعيها لتنويع مصادر تسليح جيشها، يشير إلى أنها قد تضطر للخروج من تحت الهيمنة الأميركية. وإذا وقفت مصر في طريق القوى الاستعمارية، فإن جيشها قد يُدمر كما حدث للجيشين العراقي والسوري.

هل يوقظ هذا المخطط شعوب العالم العربي والإسلامي؟ هل سينشأ تحرك عربي وإسلامي جماعي، بدل أن يبقى الجميع متفرجين على جرائم الإبادة في قطاع غزة، حيث بلغ عدد الضحايا ما يزيد على 268 ألفاً؟

في ظل هذه المنازلة الكبرى، يبدو واضحاً أن الولايات المتحدة لا تتوقف عند أي وسيلة لتحقيق مصالحها، كما نرى في فنزويلا حيث حشدت أميركا أساطيلها استعداداً لعملية عسكرية.

الحجة التي فبركتها المخابرات الأميركية هي أن الرئيس الفنزويلي مادورو يدير عصابة تغرق الأسواق الأميركية بالمخدرات، وهذا النوع من الذرائع سبق أن استخدم ضد العراق عام 2003.

إذا ما امتلكت القيادة المصرية إرادتها وقرارها السياسي، فهي قادرة على هزيمة تلك الجموع، واستعادة دورها ومكانتها كقائدة للأمة العربية والإسلامية. وقد خضعت أميركا للهزيمة على يد «طالبان» في أفغانستان، وأفشل اليمن – بقيادة «أنصار الله» – تحالف «الازدهار»، ما اضطر واشنطن إلى توقيع اتفاق لضمان عدم استهداف قوتها مقابل استمرار الدعم لغزة ورفع الحصار عن اليمن.

فهل تستعيد مصر إرادتها العسكرية والسياسية، وتثبت لخصومها أن شعوب الأمة العربية والإسلامية ليست شعوباً متفرجة؟

* كاتب فلسطيني

أخبار سوريا الوطن

مشاركة المقال: