الخميس, 11 سبتمبر 2025 06:37 PM

حماة تستعيد بهجتها: مهرجان "ربيع النصر" يعود بفعاليات ضخمة وإقبال جماهيري قياسي

حماة تستعيد بهجتها: مهرجان "ربيع النصر" يعود بفعاليات ضخمة وإقبال جماهيري قياسي

بعد انقطاع دام سنوات بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية، عاد مهرجان "ربيع النصر" في حماة ليضيء المدينة من جديد، حاملاً معه نسخة استثنائية واستقبالاً جماهيرياً فاق التوقعات. شهد الافتتاح الرسمي للمهرجان، يوم الثلاثاء، برعاية محافظ حماة، حضوراً غفيراً تجاوز الـ 150 ألف شخص، في مشهد يجسد عودة الحياة الثقافية والاجتماعية إلى المدينة، ويعكس إصرار أهلها على الاحتفاء بتراثهم والتغلب على التحديات، وفقاً لمراسل منصة سوريا 24 في حماة.

افتتاح مبهر وفعاليات تراثية أصيلة

تضمن حفل الافتتاح عروضاً فلكلورية وموسيقية ومسرحية مستوحاة من التراث المحلي، بالإضافة إلى أسواق شعبية عرضت منتجات يدوية ومأكولات تقليدية تعكس هوية حماة الأصيلة. واهتم المنظمون بأدق التفاصيل البصرية، من الديكورات المستوحاة من العمارة الحموية القديمة إلى الإكسسوارات التقليدية التي ارتداها المشاركون، مما منح المهرجان طابعاً تراثياً ساحراً.

تنظيم فائق التميز

أكدت لميس عياش، من سكان مدينة سلمية المجاورة، في حديث لمنصة سوريا 24، أن تنظيم هذه الدورة كان "مميزاً فاق التوقعات"، مشيرة إلى أن "الحضور الجماهيري كان أكبر من المتوقع، والفعاليات المتنوعة عكست بصدق ثقافة وتقاليد أبناء المدينة". وأضافت أن ما يميز هذه الدورة هو الاهتمام بالتفاصيل البصرية والإكسسوارات المعروضة، بالإضافة إلى المستوى العالي للتجهيزات اللوجستية والعروض الفنية، مما أعطى الحدث طابعاً استثنائياً يؤكد تطور المهرجان. وأشارت عياش إلى أن التنسيق بين الجهات المنظمة، بما فيها المحافظة والبلدية والجمعيات الأهلية والفرق التطوعية، كان مثالياً، مما ساهم في انسيابية الحركة وتوفر الخدمات وسهولة الوصول إلى الفعاليات، رغم الكثافة البشرية الكبيرة.

"ربيع نصر" رمزية الانتصار على الحرب

وصف الشاب يوسف الحكيم، أحد المشاركين في المهرجان، الأجواء بأنها "مميزة جداً". وقال لمنصة سوريا 24: "المهرجان كان أكثر من مجرد فعاليات أو تسوق، هو بمثابة تعبير معنوي و(ربيع نصر) لمدينة حماة. حماة مدينة قامت من تحت ركام الحرب، مدينة تحب الحياة، وتعرف كيف تحتفل بها". وأضاف الحكيم أن هذا الأمر انعكس بوضوح من خلال الأعداد الكبيرة التي شاركت، ليس فقط من داخل المدينة، بل من ريفها ومن محافظات أخرى، مشيراً إلى أن المهرجان لم يكن حدثاً محلياً فحسب، بل أصبح ملتقى وطنياً يجذب الزوار من مختلف أنحاء سوريا، الراغبين في مشاركة حماة فرحتها واستعادة بهجتها.

عودة الروح إلى المدينة

يعتبر مهرجان "ربيع النصر" هذا العام علامة فارقة في مسيرة التعافي الثقافي والاجتماعي لمدينة حماة، التي عانت كغيرها من المدن السورية من ويلات الحرب، لكنها تميزت بقدرة أهلها على إعادة بناء نسيجها الاجتماعي واستعادة مكانتها كحاضنة للتراث والفنون. وقد لاحظ المراقبون أن العائلات شكلت النسبة الأكبر من الحضور، مما يعكس رغبة مجتمعية في إعادة إحياء الطقوس الاحتفالية الجماعية ونقل التراث للأجيال الجديدة.

نجاح يفتح الباب لمواعيد قادمة

مع اختتام اليوم الأول من المهرجان، الذي يستمر لأسبوع كامل، يتحدث المنظمون عن "نجاح غير مسبوق"، ويؤكدون أن التحضيرات لدورات قادمة بدأت فعلياً، مع خطط لتوسيع نطاق الفعاليات وجذب فرق فنية من خارج سوريا، وتحويل المهرجان إلى حدث ثقافي دولي يضع حماة على خريطة السياحة الثقافية في المنطقة. مهرجان "ربيع النصر" في حماة لم يكن مجرد حدث ترفيهي أو ثقافي، بل كان تجسيداً حياً لإرادة مدينة قررت أن تنهض من تحت الرماد، وأن تحتفل بانتصارها على الألم. بحضور جماهيري غير مسبوق، وتنظيم دقيق، وفعاليات غنية بالتراث، أثبتت حماة أنها لا تزال واحة للجمال، ومدينة لا تعرف إلا لغة الحياة. ولم يعد المهرجان، بهذا الزخم، مجرد تقليد سنوي، بل أصبح رمزاً للانتصار، ولعودة الروح إلى قلب سوريا النابض.

مشاركة المقال: