الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 09:13 PM

بعد توقف دام 13 عامًا: جامعة حلب تعيد إحياء قسم اللغة التركية

بعد توقف دام 13 عامًا: جامعة حلب تعيد إحياء قسم اللغة التركية

أعلنت جامعة "حلب" عن إعادة افتتاح قسم اللغة التركية، الثلاثاء 9 أيلول، بعد توقف دام أكثر من 13 عامًا، وفقًا لما صرح به المكتب الصحفي للجامعة لعنب بلدي.

أكد رئيس جامعة "حلب"، محمد أسامة رعدون، في حديثه لعنب بلدي، أن هذه الخطوة تأتي استجابة للاحتياجات الأكاديمية والثقافية المتزايدة، وتماشيًا مع سياسة الجامعة في الانفتاح على اللغات الحية في المنطقة والعالم.

وأشار رعدون إلى الأهمية التاريخية والجغرافية والثقافية للغة التركية في سوريا، معتبرًا أن تعلمها يفتح آفاقًا واسعة للتبادل الأكاديمي والثقافي، ويعزز قدرات الطلاب في مجالات الترجمة والبحث العلمي والعلاقات الدولية.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان القرار مرتبطًا بحاجة أكاديمية وثقافية أم باحتياجات سوق العمل والعلاقات مع تركيا، أوضح رعدون أن القرار يجمع بين البعدين، فهو من جهة استجابة لحاجة أكاديمية وثقافية في الجامعة والمجتمع، ومن جهة أخرى يعكس اهتمامًا متزايدًا بتأهيل خريجين قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل في مجالات الترجمة والإعلام والسياحة والتجارة والمنظمات الدولية، خاصة مع تطور العلاقات مع دول الجوار ومنها تركيا.

وحول عدد الطلاب المتوقع قبولهم، أوضح رعدون أن الجامعة وضعت خطة مبدئية لقبول دفعة محدودة لضمان جودة التعليم، مع إمكانية زيادة العدد تدريجيًا وفقًا للطلب وتوفر الكوادر. وأكد وجود خطة لتأمين كوادر تدريسية متخصصة من خلال الاستعانة بأساتذة سوريين درسوا اللغة التركية أكاديميًا أو تخرجوا من الجامعات التركية، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات الزائرة وفق القوانين والأنظمة الجامعية.

وفيما يتعلق بالمناهج، ذكر رعدون أن القسم سيعتمد مناهج جديدة محدثة تراعي التطورات الأكاديمية الحديثة في تعليم اللغة التركية كلغة أجنبية، مع التركيز على المهارات اللغوية والبعد الثقافي والتطبيقات العملية، وستكون محدثة عما كانت عليه المناهج قبل عام 2012.

وأشار رئيس الجامعة إلى أن المرحلة الحالية تركز على الإجازة الجامعية، مع وجود نية مستقبلية لافتتاح برامج دراسات عليا (ماجستير ودكتوراة) في اللغة التركية وآدابها، بما يتوافق مع حاجة المجتمع الأكاديمية وسوق العمل.

تتمثل أبرز التحديات التي تواجه الجامعة في تأمين كوادر تدريسية كافية ذات خبرة أكاديمية متخصصة، بالإضافة إلى الصعوبات في إعداد مناهج عصرية وتوفير مستلزمات تعليمية حديثة مثل المخابر اللغوية والمصادر الإلكترونية. وأكد رعدون أن الجامعة عازمة على تجاوز هذه التحديات بخطط مدروسة ودعم مؤسساتي.

محمد عبد القادر بظت، أحد الطلاب الذين درسوا في القسم قبل إغلاقه، أوضح أن القسم كان يواجه أزمة حقيقية في عام 2012 بعد خروج الأساتذة الأتراك وبقاء المعيدين فقط. وأضاف محمد لعنب بلدي أن القسم صار يعتمد على المعيدين، وتوقف تدريجيًا عن قبول طلاب جدد، وكانت الأعداد قليلة جدًا في ذلك الوقت. وأشار إلى أن الدفعات السابقة كانت تحظى بمحاضرات يقدمها أساتذة أتراك، ولكن مع انطلاق الثورة غادروا وبقي المعيدون والخريجون قبل سنة وسنتين، ما أدى إلى وقف القسم لعدم وجود كوادر مختصة.

تأسس قسم اللغة التركية في كلية الآداب بجامعة "حلب" عام 2004–2005، وأغلق في عام 2012 على خلفية توتر العلاقات بين نظام الأسد المخلوع وتركيا، بعد اندلاع الثورة السورية ووقوف تركيا إلى جانب المعارضة، وفق تصريح لرعدون في 3 من أيلول الحالي.

مشاركة المقال: