الخميس, 11 سبتمبر 2025 08:21 PM

توتر في دير الزور: عشيرة الشعيطات تعلن النفير ضد "قسد" بعد مقتل شاب

توتر في دير الزور: عشيرة الشعيطات تعلن النفير ضد "قسد" بعد مقتل شاب

أعلنت عشيرة "الشعيطات" النفير العام ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بعد اتهامها بقتل شاب واحتجاز جثته في بلدة الغرانيج بريف دير الزور الشرقي. وذكر مراسل عنب بلدي في دير الزور، اليوم 11 أيلول، أن "قسد" أعدمت ميدانيًا الشاب حكيم الرافع الخليف العبد الحسن، بعد رفضه التوقف على حاجز تابع لها. وأضاف المراسل أن دورية تابعة لـ "قسد" احتجزت الجثة ورفضت تسليمها لذوي الضحية.

تشهد البلدة توترًا ملحوظًا، بحسب مراسل عنب بلدي، في حين لم تصدر "قسد" أي تعليق على حادثة مقتل الشاب حتى لحظة كتابة هذا الخبر. وأشار مراسل عنب بلدي إلى أن عشيرة "الشعيطات" دعت جميع العشائر في ريف دير الزور الشرقي إلى النفير العام ضد "قسد" عقب مقتل الشاب. وقد انتشر تسجيل مصور على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر دعوات إلى "الجهاد والنفير العام" عبر مكبرات الصوت في المساجد في بلدة الغرانيج بريف دير الزور الشرقي.

تعتبر الشعيطات عشيرة عربية تنتمي إلى قبيلة "العقيدات الزبيدية" وتنتشر في محافظة دير الزور، ويقدر عدد أفرادها بين 70,000 و 90,000 نسمة، ويقودها الشيخ رافع عكلة الرجو. يأتي هذا التطور في ظل اشتباكات ومناوشات متفرقة بين القوات الحكومية و"قسد"، كان آخرها في ريف حلب الشرقي يوم أمس. وتزامن هذا الحادث أيضًا مع حملة "دير العز" التي تنطلق مساء اليوم الخميس لجمع التبرعات في مدينة دير الزور شرقي سوريا، بهدف إعادة إعمار المدينة وأحيائها المدمرة، وسط توقعات بجمع أكثر من 25 مليون دولار، وطموحات ببلوغ 50 مليون دولار.

أفاد الناشط جميل رشيد الأحمد من دير الزور، لعنب بلدي، أن سكان البلدة شنوا هجومًا على نقاط تابعة لـ "قسد" المنتشرة في بلدة الغرانيج، عقب مقتل الشاب، وسط حالة من الغضب الشعبي. وأشار الأحمد إلى أن القوات رفضت تسليم الجثة لذوي الضحية إلا بعد التوقيع على "وثيقة" (لم يتم توضيح تفاصيلها). تتكرر الاشتباكات بين العشائر و"قسد"، كان أبرزها في كانون الثاني الماضي بقيادة إبراهيم الهفل، أحد شيوخ عشيرة "العكيدات"، في ريف دير الزور الشرقي، والذي تتهمه "قسد" بالتبعية للنظام السوري السابق. شهد ريف دير الزور الشرقي والشمالي في عامي 2023 و 2024 معارك مسلحة بدأت بين مقاتلين من "مجلس دير الزور العسكري" بدعم من مقاتلين من العشائر العربية و"قسد". بدأت المواجهات في عام 2023 بعد اعتقال قائد "مجلس دير الزور"، أحمد الخبيل (أبو خولة)، إثر خلاف مع "قسد".

نفير عام

في 15 آب الماضي، أعلنت قبيلة "البكارة" في منطقة تل أبيض شمالي محافظة الرقة السورية "النفير العام" ضد قوات "قسد". وجاء في البيان المشترك الذي تلاه وجهاء عشيرة "المشهور"، إحدى عشائر قبيلة "البكارة"، أنهم سيواصلون القتال ضد "قسد" حتى انتهاء كامل وجودها في منطقة الجزيرة السورية. وأكد البيان "الوقوف الكامل مع باقي العشائر والقبائل لدعم الحكومة في الجمهورية العربية السورية". وشدد على استعداد أبناء القبيلة لبذل دمائهم من أجل تحرير الأراضي التي تحتلها قوات "قسد"، موجهًا ما أسماه "النداء الأخير" لأبناء العشائر المنضوين تحت سلطة "قسد" للإسراع بالانشقاق عنها، و"إلا سيكونون هدفًا مشروعًا لمقاتلينا".

ووفقًا للورقة البحثية للباحث السوري حيان دخان، تستطيع الحكومة التأثير على آلاف من رجال القبائل المسلحين الذين يمكن حشدهم ضد "قسد"، مما يمنحها نفوذًا قويًا. وقد يُنذر استخدام القوات القبلية في السويداء لتحقيق أهداف الدولة بمحاولة حكومية مستقبلية لاستعادة السيطرة على الشمال الشرقي، الذي خضع لحكم القوات الكردية كمنطقة تتمتع بحكم ذاتي واسع منذ بدء الحرب، وفق الباحث.

مشاركة المقال: