السبت, 13 سبتمبر 2025 03:35 AM

من الرقة إلى ألمانيا: قصة نجاح لاجئ سوري يصبح مستشارًا للاجئين

من الرقة إلى ألمانيا: قصة نجاح لاجئ سوري يصبح مستشارًا للاجئين

وصل الشاب السوري "أحمد الأقرع" إلى ألمانيا في عام 2015، بعد اضطراره لمغادرة مدينته الرقة في سوريا بسبب تهديدات مباشرة لحياته كموظف في البلدية. لم يكن لديه الكثير من الوقت، فجمع مع زوجته وطفلهما الرضيع بعض الأغراض الأساسية وفروا عبر تركيا إلى ألمانيا.

أكد الأقرع في تقرير لموقع soester الألماني أن دافعه لم يكن البحث عن الرفاهية أو حياة أفضل، بل الرغبة في النجاة والعيش بأمان. استقر الأقرع في البداية في بلدة صغيرة ضمن مقاطعة ليبي، حيث واجه تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص الدعم الرسمي وصعوبة الحصول على دروس في اللغة بسبب وضعه القانوني.

ومع ذلك، استثمر الأقرع أمواله الخاصة لتعلم اللغة الألمانية، وساعدته الكنيسة المحلية من خلال توفير قاعة الرعية كمكان للدراسة. ووصف الأقرع هذه المساعدة بأنها كانت نقطة تحول حاسمة في حياته.

بفضل إصراره، وصل إلى مستوى متقدم في اللغة (C1) والتحق بجامعة بادربورن لدراسة العمل الاجتماعي، على الرغم من أنه كان يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عامًا ولم يحصل على أي قروض أو منح. لتمويل دراسته، عمل كعامل نظافة في الصباح الباكر قبل الذهاب إلى محاضراته الجامعية.

بعد تخرجه، بدأ العمل في الخدمات الاجتماعية في مدينة زوست، حيث استقر مع عائلته المكونة الآن من ثلاثة أطفال. يعمل الأقرع حاليًا في مؤسسة "دياكوني" كمستشار لشؤون اللاجئين، حيث يقدم الدعم في قضايا الإقامة والإجراءات القانونية، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل لتعريف اللاجئين بالحياة في ألمانيا.

يشير إلى أن العديد من الوافدين الجدد يفتقرون إلى المعرفة بالنظام القانوني والحقوق الأساسية، مما يجعل عمله مسؤولية أخلاقية أكثر من مجرد وظيفة. يرى الأقرع أن تجربة اندماجه نجحت بفضل جهوده من جهة، وبفضل التعاون والدعم المجتمعي من جهة أخرى.

ويؤكد أن "الوطن" بالنسبة له هو المكان الذي يوفر له الأمان ولأطفاله فرصًا جيدة للمستقبل. كما يوجه رسالة مفادها أن اللاجئين ليسوا مجرد "غرباء"، بل يمكن أن يصبحوا شركاء فاعلين في المجتمع متى أتيحت لهم الفرص، مشددًا على أن الاندماج عملية مشتركة بين اللاجئين والمجتمع المضيف.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: