السبت, 1 نوفمبر 2025 02:43 PM

الاحتراف الكروي في سوريا: هل هو أساس التخلف والفساد أم فرصة للتطوير؟

الاحتراف الكروي في سوريا: هل هو أساس التخلف والفساد أم فرصة للتطوير؟

تستعد الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم لعقد جلسة استثنائية يوم الأحد القادم لمناقشة عدة بنود هامة، من بينها موضوع التعاقد مع اللاعبين المحترفين العرب والأجانب. سيتم خلال الجلسة التصويت على هذا المقترح، سواء بالموافقة أو الرفض.

في السابق، كانت الأندية السورية مخولة بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين محترفين، إلا أن هذا الأمر توقف مع بداية الثورة لأسباب مختلفة. واليوم، يعود هذا الموضوع ليطرح من جديد، ويمكن النظر إليه من زاويتين رئيسيتين: الأولى تتعلق بالقدرة المالية للأندية، حيث أن أغلبها يعاني من صعوبات في هذا الجانب. هذا الأمر قد يخلق حالة من عدم العدالة، حيث أن عدد الأندية القادرة على التعاقد مع لاعبين أجانب لا يتجاوز أربعة أو خمسة أندية من أصل ستة عشر نادياً، مما قد يؤدي إلى دوري غير متكافئ.

أما الزاوية الثانية، فتتعلق بمستوى اللاعبين المحترفين الذين يتم التعاقد معهم، حيث أن أغلبهم يكونون إما أقل مستوى من اللاعبين المحليين أو يعادلونهم. قلة قليلة منهم تركت بصمة إيجابية. لذلك، فإن التعاقد مع لاعبين محترفين ذوي مستوى متواضع يعتبر غير مفيد للكرة السورية، بل قد يثير الشكوك ويصب في مصلحة السماسرة والمستفيدين.

الأجدر بالنقاش هو الاحتراف الداخلي الذي ما زال يعاني من العشوائية وعدم وجود ضوابط واضحة. التجارب التي مرت بها الكرة السورية مع الاحتراف على مدى ربع قرن أثبتت أن النظام الحالي يعتبر أحد أسباب التدهور والتراجع، لأنه يعتمد على المال بشكل أساسي. فالاحتراف ليس مجرد أموال، والأندية تركز فقط على الحصول على اللاعبين وصرف الميزانية على فريق الرجال، مما اضطر بعضها إلى الاستدانة والوقوع في الديون أو الخلافات مع اللاعبين والمدربين.

الاحتراف بصورته الحالية يهدف إلى تشكيل فريق جاهز مسبقاً، مما أدى إلى إهمال الأندية لقواعدها وقتل المواهب الشابة. وكرة القدم، إن لم تعتن بالصغار والمواهب، ستؤول إلى الزوال كما حصل للكرة السورية وأنديتها.

أخيراً، فتح الاحتراف أبواب الفساد على مصراعيها من خلال السماسرة والعمولات والمدفوعات الخفية. العديد من العقود تم توثيقها مع لاعبين لم يشاركوا في المباريات طوال الموسم، أو كانوا يعانون من إصابات مزمنة، أو أن عمرهم الافتراضي انتهى. أغلب الأموال التي تنفق على الاحتراف تعتبر هدراً، ولو تم استثمارها في مكان آخر أو فئة أخرى لكان ذلك أفضل. المطلوب هو دراسة هذا الاحتراف الذي لم نجني منه إلا الخيبة والفشل.

ناصر النجار

مشاركة المقال: