السبت, 13 سبتمبر 2025 01:54 AM

الشرع يكشف عن مفاوضات أمنية مع إسرائيل ورؤيته للعلاقات مع روسيا وإيران ومستقبل سوريا

الشرع يكشف عن مفاوضات أمنية مع إسرائيل ورؤيته للعلاقات مع روسيا وإيران ومستقبل سوريا

في أول مقابلة له على قناة "الإخبارية" الرسمية، تحدث الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، يوم الجمعة 12 من أيلول، عن عدة ملفات مهمة تشمل الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل، وعلاقات دمشق مع موسكو وإيران، بالإضافة إلى الأوضاع في محافظة السويداء ومسار التفاوض مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرقي سوريا.

أوضح الرئيس السوري أن بعض السياسات الإسرائيلية تشير إلى شعورها بالحزن لسقوط النظام السابق، مضيفًا أن إسرائيل كانت تسعى إلى جعل سوريا ساحة صراع مستمر مع دول إقليمية لتصفية الحسابات، وكان لديها مخطط لتقسيم سوريا، لكنها تفاجأت بسقوط النظام.

وفيما يتعلق بالاتفاق الأمني مع إسرائيل، أكد الشرع أن سوريا في طور مفاوضات ونقاش حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى التزام دمشق باتفاق 1974 ومراسلتها للأمم المتحدة لطلب عودة قوات "الأندوف" إلى وضعها السابق. وأشار إلى أن المواقع العسكرية التابعة لجيش النظام السابق تعرضت لضربات مكثفة منذ الساعات الأولى لسقوط النظام، وأن مفاوضات أمنية جرت بين الجانبين السوري والإسرائيلي، بعضها مباشر والآخر غير مباشر، عبر وسطاء دوليين مثل أمريكا والإمارات. وشدد على أن إسرائيل تعتبر سقوط النظام خروجًا لسوريا من اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وبدأت بقصف بعض الأماكن المدنية والعسكرية، وهو أمر غير مبرر بحسب تعبيره.

علاقة هادئة مع روسيا

وفيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا، أكد الشرع على أهمية الحفاظ على الارتباطات المتعددة مع موسكو وإدارتها بطريقة هادئة ورزينة، مشيرًا إلى ضرورة تجاوز عقبات الماضي والتعامل بديناميكية واسعة، على أساس السيادة السورية واستقلال قرارها، وأن تكون المصلحة السورية أولًا. وكشف أن التواصل مع روسيا فُتح بعد السيطرة على حلب، وأن المفاوضات المباشرة بين "إدارة العمليات العسكرية" وروسيا جرت عند وصول فصائل "ردع العدوان" إلى مدينة حماة، وأن الروس انسحبوا من المشهد العسكري بعد الوصول إلى حمص، ضمن اتفاق جرى بين الجانبين. وجدير بالذكر أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، التقى وفدًا روسيًا برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، بدمشق، في 9 من أيلول، وأكد الشيباني خلال اللقاء على عمق العلاقة بين سوريا وروسيا.

ومن المقرر أن يترأس الشرع وفد سوريا في القمة الروسية العربية المقبلة التي ستعقد في تشرين الأول المقبل.

برود مع إيران

أشار الشرع إلى أن سقوط النظام أدى إلى إخراج الأذرع الإيرانية من المنطقة، ودخول سوريا في حالة من البرود في العلاقة مع إيران، معتبرًا أن بعض الأطراف الإيرانية لا تزال تنظر إلى أنها خسرت المحور بأكمله بخسارتها لسوريا. وأكد أن الحكومة السورية لا تريد أن تكون في حالة من القلق والتوتر مع أي دولة في العالم، معتبرًا أن الكرة في ملعب الدول التي تريد إثارة الفتن والقلاقل في سوريا. يذكر أن إيران كانت من أبرز الداعمين لنظام الأسد، وعقب سقوط النظام، سحبت طهران تمثيلها الدبلوماسي من سوريا، وما زالت العلاقات متوقفة حتى الآن.

"سوريا ترفض التقسيم"

وفيما يخص الأحداث في السويداء، اعتبر الشرع أن أخطاء بدرت من جميع الأطراف، حتى من الدولة نفسها، مشيرًا إلى تشكيل لجان لتقصي الحقائق ومحاسبة كل من أساء أو أخطأ أو تعدى على الناس. وأكد أن سوريا لا تقبل التقسيم وأي طموح في استقلال، معتبرًا أن التقسيم يورث العدوى ويأتي بالضرر لدول إقليمية. وكانت أحداث السويداء قد بدأت في 13 من تموز الماضي، بعد اختطاف متبادل بين فصائل موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، وسكان من المكون البدوي في المحافظة.

مفاوضات "قسد" متعثرة

بما يخص مفاوضات دمشق مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) قال الشرع، إنها كانت تسير "بشكل جيد"، إلا أن هناك نوعًا من التعطيل أو التباطؤ في تنفيذ الاتفاق، مشيرًا إلى أن الاتفاق مع "قسد" وضعت له مدة إلى نهاية العام، وأن دمشق كانت تسعى لأن تطبق بنود الاتفاق نهاية شهر كانون الأول المقبل. وأضاف أن الحكومة وافقت على دمج "قسد" في الجيش السوري، وأن الجانبين اتفقا على بعض الخصوصيات للمناطق الكردية، مؤكدًا أن سوريا لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة.

وكان الشرع، وقع اتفاقًا مع قائد "قسد" مظلوم عبدي، في 10 من آذار الماضي، يقضي بدمج مؤسسات الأخيرة، العسكرية والمدنية، بالحكومة السورية.

مشاركة المقال: