الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 03:04 PM

السويداء: مرضى السرطان يصارعون الألم والحصار في ظل نقص حاد في الأدوية

السويداء: مرضى السرطان يصارعون الألم والحصار في ظل نقص حاد في الأدوية

هارون العربيد ـ السويداء

يعيش مرضى السرطان في السويداء، جنوبي سوريا، ظروفاً قاسية تتفاقم مع الحصار وقطع الطرق، مما يعيق وصولهم إلى دمشق لتلقي العلاج. ومع النقص الحاد في الأدوية والعلاجات الأساسية، يواجه المرضى مستقبلاً مجهولاً يضاعف من معاناتهم ويأسهم.

“نطالب بالحياة”

من داخل المستشفى الوطني بالسويداء، تصف فاطمة زهر الدين، وهي مريضة سرطان من بلدة الصورة الكبرى التي تعرضت للحرق والتهجير، معاناتها قائلة: "نحن محاصرون، لا توجد أدوية لمرضى السرطان، ولا لمرضى الكلى، وحتى مرضى حساسية القمح لا يجدون الدواء أو الطحين المناسب. نحن جميعاً بحاجة إلى الدواء، كباراً وصغاراً. الأطفال يحتاجون إلى الدم والدواء والحليب. نطالب بفتح معبر لوصول الأدوية. كل ما نريده هو الحياة والأمل."

ويعبّر أمجد شرف، وهو مريض آخر، عن الوضع المتردي قائلاً: "وضع المستشفى سيئ جداً. لا توجد أدوية، ولا نستطيع إرسال خزعات إلى دمشق. تم تحويلنا إلى مشفى البيروني، لكننا عالقون هنا بسبب الأحداث الأخيرة. كان من المفترض أن نستلم دواءً خلال أسبوع، لكنه لم يصل، ونحن في أمس الحاجة إليه الآن."

أوضح عدنان مقلد، رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان، أن الجمعية التي تأسست عام 2007، تعمل على متابعة شؤون المرضى من توفير الأدوية والصور الشعاعية والتحاليل الطبية، لكنها اليوم غير قادرة على تلبية أي من هذه الاحتياجات. وأضاف: "في آذار/ مارس 2025، أعلن وزير الصحة السوري أن مشفى البيروني يفتقد 95 صنفاً دوائياً، ولم يتبق سوى 7 أصناف. واليوم في 25 آب/ أغسطس، لم يعد يتوفر أي صنف دوائي. يضم المستشفى 1500 مريض بلا علاج كيميائي، وفي السويداء نفتقد أيضاً للعلاج الشعاعي."

وأشار إلى أن "الطرق المؤدية إلى دمشق مقطوعة، حيث تتعرض سيارات الإسعاف والمرضى لإطلاق النار من قبل المسلحين، مما يجعل وصول المرضى إلى العاصمة أمراً مستحيلاً." وأردف: "يوجد حالياً حوالي 1800 مريض في السويداء بدون علاج أو متابعة أو صور شعاعية. يعتمد نجاح العلاج بنسبة 75% على المتابعة، وهذا ما نفتقده. لا توجد أدوية من دمشق ولا مساعدات من الخارج، والوضع يتجه نحو الأسوأ."

وناشد مقلد المنظمات الدولية والدول المعنية التدخل العاجل لإنقاذ المرضى وتأمين الأدوية، محذراً من أن أي تأخير سيعني المزيد من الأرواح المهددة.

نداء استغاثة

بين ألم المرض وقسوة الحصار، يعيش مرضى السرطان في السويداء مأساة حقيقية. الأدوية مفقودة، الطرق مغلقة، والجمعيات عاجزة أمام واقع يفوق قدرتها. أصوات المرضى تطالب فقط بفرصة للحياة، وأمل بفتح معبر يوفر لهم ما يحتاجونه لمواجهة المرض والموت.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: