السبت, 13 سبتمبر 2025 12:52 PM

عودة كورونا في لبنان: هل نشهد موجة جديدة وحملة تلقيح مرتقبة؟

عودة كورونا في لبنان: هل نشهد موجة جديدة وحملة تلقيح مرتقبة؟

تشهد الساحة اللبنانية عودة ملحوظة لانتشار فيروس «كورونا»، مع ارتفاع في أعداد الإصابات، استدعى بعضها دخول المستشفيات لتلقي العلاج. تتزامن هذه الموجة مع الموسم السياحي الذي يشهد حركة كثيفة وتجمعات متزايدة.

السؤال المطروح: هل نحن أمام عودة فعلية للجائحة؟ هذا التساؤل يتردد على ألسنة الكثيرين، خصوصاً مع تزايد الفحوصات التي غالباً ما تكون نتائجها إيجابية. يجب الأخذ في الاعتبار أن «كوفيد-19» لم يختفِ، بل إن تحوّره إلى نسخ جديدة جعل التعرف إليه أصعب.

منذ ظهور طفرة «أوميكرون»، لم تعد عوارضه ومضاعفاته تختلف كثيراً عمّا يسبّبه الزكام العادي. بل إن «الزكام هذا الشتاء كان أشدّ قسوة من فيروس كورونا»، وفق ما تؤكده رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة بري.

يتجه فيروس «كورونا» تدريجياً ليصبح مرضاً موسمياً، بعدما حصد في السنوات الماضية آلاف الوفيات في لبنان. وخلال العامين الأخيرين، سجّلت نسبة إيجابية (Positivity Rate) مرتفعة نسبياً مقارنة بما يُفترض أن تكون عليه. ووفق بري، بلغت هذه النسبة نحو 18% داخل المستشفيات، وحوالى 12% وفق بلاغات المختبرات، وهي نسبة تعيد إلى الأذهان مسار الفيروس في مواسم الذروة.

بناءً على الرصد المستمر، تسجّل البلاد موجتين من الإصابات سنوياً: الأولى في فصل الشتاء، بالتزامن مع موسم الزكام، والثانية في فصل الصيف، مع تزايد التجمعات السياحية، وهو ما يتكرر منذ نحو عامين، بحسب بري. ونتيجة لذلك، كان صيف هذا العام نشطاً، وفق ما يشير إليه النائب عبد الرحمن البزري، اختصاصي الأمراض المعدية في الجامعة الأميركية في بيروت.

غير أن هذا الارتفاع في الإصابات لم يُترجم إلى زيادة في أعداد الوفيات، إذ لم تُسجَّل أخيراً أي وفاة مرتبطة بالفيروس، بحسب بري والبزري وآخرين واكبوا مراحل الذروة السابقة. ويُعزى ذلك إلى أن المتحوّرات التي تلت «أوميكرون» لم تعد تحمل خصائص قاتلة أو مهدّدة للحياة.

مع ذلك، لا تعني هذه الطمأنينة إهمال الحذر من مضاعفات الفيروس، خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر، من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة أو مناعية أو مستعصية. وهذه تحديداً الفئة التي تشهد دخولاً متزايداً إلى المستشفيات في الفترة الأخيرة.

تدرس وزارة الصحة خيار العودة إلى التلقيح عبر استقدام كمية من اللقاحات لتغطية الفئات الأكثر عرضة.

ورغم تحوّل «كورونا» إلى ما يشبه الفيروس الموسمي، تدرس وزارة الصحة خيار إعادة إطلاق حملة التلقيح عبر استقدام دفعات جديدة من اللقاحات، تستهدف بالدرجة الأولى الفئات الأكثر عرضة للخطر. هذا التوجّه يواكب ما اعتمدته دول عدة حول العالم، حيث يجري التعامل مع لقاح «كورونا» على غرار اللقاحات الموسمية، عبر جرعة تُعطى سنوياً.

بموجب هذا التوجه، يُفترض أن تستقدم الوزارة لقاحات مطوّرة ظهرت بعد متحوّر «أوميكرون»، كونها تؤمّن حماية من المتحوّرات اللاحقة. علماً أن «آخر لقاح وصل إلى لبنان لم يكن يغطي متحوّر أوميكرون، ومن بعدها توقفت عملية التلقيح»، وفق ما توضحه بري، لافتةً إلى أنه خلال هذه الفترة جرى تطوير لقاحين أو ثلاثة لم تصل إلى لبنان بسبب الامتناع عن الإقبال على التلقيح.

مشاركة المقال: