الأحد, 14 سبتمبر 2025 12:56 PM

الكشف عن عملية إسرائيلية واسعة النطاق في سوريا عقب سقوط نظام الأسد

الكشف عن عملية إسرائيلية واسعة النطاق في سوريا عقب سقوط نظام الأسد

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن القوات الإسرائيلية توغلت بعمق 38 كيلومترًا داخل الأراضي السورية بعد سقوط نظام الأسد، وسيطرت على مخازن أسلحة وقواعد عسكرية. وأوضحت الصحيفة أن العملية، التي أطلق عليها اسم "الأخضر الأبيض"، نُفذت بمشاركة المئات من جنود الاحتياط التابعين للفرقة "210"، وشهدت السيطرة على "قاعدتين عسكريتين سوريتين من دون قتال".

وذكرت الصحيفة أن هذه العملية ذكّرت قدامى المحاربين في قيادة الجيش الإسرائيلي بآخر مرة توغلت فيها قوات إسرائيلية كبيرة في عمق سوريا، قبل حوالي 52 عامًا. وقد جرت العملية في الساعات الأولى بعد سقوط نظام الأسد، في 8 من كانون الأول 2024، حيث رصدت القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، من خلال الرصد والمعلومات الاستخباراتية، هجمات شنّها السكان على قواعد الجيش السوري التي هُجرت فجأة، بما في ذلك في منطقة حرمون. وأضافت أن السكان أخذوا معهم أسلحة وبنادق وصواريخ مضادة للدبابات بكميات كبيرة، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الإسراع في التقدم، وفي اليوم التالي لسقوط النظام، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود إلى هذه المناطق.

يأتي الكشف عن هذه العملية في ظل توغلات إسرائيلية متكررة في الأراضي السورية، ومفاوضات بين سوريا وإسرائيل، تسعى فيها دمشق للعودة إلى اتفاق 1974. وأفادت "يديعوت أحرونوت" بأن الجيش الإسرائيلي استولى على نحو 3.5 أطنان من الأسلحة والذخائر، من أصل 7 أطنان جمعها لواء الجبل من الأراضي السورية، وشملت هذه الذخائر صواريخ مضادة للدروع، وقذائف هاون، وصواريخ قصيرة المدى، إضافة إلى دبابات وشاحنات عسكرية قديمة.

ووفقًا للصحيفة، سيطرت إسرائيل على شريط من الأراضي السورية بعرض يقارب 10 كيلومترات على امتداد الجولان، وصولًا إلى منطقة المثلث الحدودي في "حمات غدير". وأقام الجيش على طول هذا الشريط ثمانية مواقع عسكرية بمساحات مختلفة، واستغرقت العملية 14 ساعة. وشهدت العملية لأول مرة منذ "حرب 1973" دخول وحدات مدفعية إسرائيلية إلى الأراضي السورية لتأمين القوات المشاركة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها إن هذه السيطرة تمنح إسرائيل "ميزة إستراتيجية" في مراقبة طريق دمشق- بيروت، وكشف طرق تهريب السلاح إلى "حزب الله" في البقاع اللبناني، مؤكدة أن السيطرة على جبل الشيخ باتت أولوية قصوى للجيش الإسرائيلي لما يوفره ذلك من قدرة على مراقبة الجولان من الجانبين. وأشارت الصحيفة إلى أن جنودًا إسرائيليين "تواصلوا مع سكان بعض القرى الدرزية في ريف دمشق"، حيث "قدّموا معلومات عن مخازن أسلحة وصواريخ قصيرة المدى كانت تابعة لجيش النظام السوري السابق".

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تواصل، منذ سقوط نظام الأسد، احتلال جبل الشيخ، إلى جانب تنفيذ غارات جوية متكررة أسفرت عن "مقتل مدنيين، وتدمير مواقع وآليات عسكرية سورية". وتزعم إسرائيل أنها تريد منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، منعًا لأي هجمات مستقبلية على أراضيها على غرار ما جرى في 7 من تشرين الأول 2023، وفق حوار لوزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، مع صحيفة "جيروزاليم بوست" في 28 من كانون الأول 2024. ومنذ الساعات الأولى لسقوط النظام، تعرضت العديد من المواقع العسكرية التابعة لجيش النظام السابق لضربات مكثفة أدت إلى خروج معظمها عن الخدمة، لا سيما المتعلقة بأنظمة الدفاع الجوي. وخلال الأشهر الماضية، جرت مفاوضات أمنية بين الجانبين، السوري والإسرائيلي، بعضها مباشر، والآخر غير مباشر، عبر وسطاء دوليين، أبرزهم أمريكا والإمارات. وتنفذ إسرائيل بشكل متكرر عمليات توغل واعتقال في مناطق مختلفة، جنوب سوريا، آخرها كان في 11 من أيلول، عندما اعتقلت أبًا وابنه في "قرية عابدين" بريف درعا الغربي.

مشاركة المقال: