الأحد, 14 سبتمبر 2025 04:56 PM

اشتباكات متصاعدة في ريف دير الزور: الجيش السوري وقسد يتبادلان الاتهامات

اشتباكات متصاعدة في ريف دير الزور: الجيش السوري وقسد يتبادلان الاتهامات

أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عن تعرضها لهجوم مسلح في ريف دير الزور الشرقي. وذكر مراسل عنب بلدي أن "قسد" استهدفت إحدى العبّارات النهرية، مما أدى إلى اشتباكات مع عناصر من الجيش السوري.

أفادت "قسد" بأن قواتها المتمركزة على ضفة نهر الفرات، بالقرب من جسر العشارة في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي، تعرضت لهجوم صباح الأحد 14 من أيلول. وأوضحت في بيان عبر صفحتها في "فيسبوك" أن الهجوم شنته مجموعات "مسلحة" تابعة لحكومة دمشق، أثناء تأمين عبور مجموعات من "المهربين" عبر النهر.

وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور بأن عناصر "قسد" استهدفوا إحدى العبارات النهرية بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، مما أسفر عن مقتل مدني. وعلى إثر ذلك، استنفر أبناء المنطقة والعشائر وعناصر وزارة الدفاع السورية، وبدأت الاشتباكات بين الطرفين. وأسر عناصر من الجيش السوري وبعض أبناء العشائر عددًا من مقاتلي "قسد".

وأكد المراسل أن "قسد" استقدمت تعزيزات عسكرية مؤلفة من 15 مدرعة عسكرية، واستهدفت بلدة درنج. وأشارت "قسد" إلى أن قواتها اتخذت الإجراءات الميدانية اللازمة للتعامل مع الهجوم، مؤكدة حرصها على حماية أمن واستقرار مناطقها، ومشددة على مسؤولية "حكومة دمشق" الكاملة عن هذا الاستهداف وتوفير الغطاء لعمليات التهريب.

وفي سياق متصل، أعلنت "قوى الأمن الداخلي" (أسايش) التابعة لـ"الإدارة الذاتية" بشمال شرقي سوريا، في 12 من أيلول، عن قيام مجهولين يستقلون دراجة نارية باستهداف حاجز تابع لقواتها في بلدة درنج في ريف دير الزور.

هجمات سابقة

شهدت محافظة دير الزور في 25 من آب الماضي استهدافات متفرقة طالت نقاطًا عسكرية للجيش السوري وحاجزًا أمنيًا لوزارة الداخلية، وأسفرت عن إصابة مدنيين. وذكر مراسل عنب بلدي حينها أن "قسد" استهدفت نقطة عسكرية للجيش السوري في بلدة العشارة بريف دير الزور الشرقي.

وفي 26 من آب، استهدفت طائرة انتحارية مسيرة تابعة لـ"قسد" حاجز "السلام" عند المدخل الغربي لمدينة دير الزور، مما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين كانا بالقرب من موقع التفجير، بحسب المراسل.

وتشهد مناطق دير الزور هجمات متفرقة تستهدف "قسد" وقوات الجيش السوري، وسط تصاعد التوتر العسكري والأمني في المحافظة. وقد اتهمت "قسد" الحكومة السورية بشن مجموعات مسلحة تابعة لها هجومًا على نقطة عسكرية لقوات "مجلس الكسرة العسكري" في بلدة الجنينة بريف دير الزور الغربي، مستخدمة طائرة مسيّرة.

ونشر المركز الإعلامي لـ"قسد" بيانًا عبر موقعه الرسمي قال فيه إن مقاتلي "قسد" ردّوا على مصادر النيران، ما أسفر عن إصابات في صفوف المهاجمين، وأُصيب خمسة من مقاتلي "قسد" بجروح متفاوتة. وحمّل بيان "قسد" حكومة دمشق المسؤولية المباشرة عن أفعال هذه المجموعات، ودعاها إلى لجم عناصرها ووقف اعتداءاتهم فورًا. ولم تصدر وزارة الدفاع أي توضيحات بخصوص هذه الادعاءات.

حملة مداهمات

نفذت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في 13 من أيلول حملة مداهمات واعتقالات طالت عددًا من الأشخاص في بلدتي جديد عكيدات والشحيل بريف دير الزور الشرقي. وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور بأن "قسد" اعتقلت خلال حملتها ستة أشخاص في بلدتي جديد عكيدات والشحيل.

ووفقًا للمراسل، فإن المعتقلين هم أيسر تركي العطيش، وأمجد تركي العطيش، وصطيف جمول الحنيش، وحافظ الزيدان، وكريم عايد العطيش. وأشار المراسل إلى أن مصير المعتقلين الخمسة ما زال مجهولًا حتى اللحظة. وفي بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي داهمت "قسد" منزل الشاب حسين التميزات (18 عاما) واعتقلته بغطاء جوي من طيران التحالف الدولي.

ونقل مراسل عنب بلدي عن أهالي البلدة أن الشاب مدني لم ينخرط في أي فصيل أو أي عمل عسكري سابقًا. ولم تصدر "قسد" أي بيانات تتعلق بهذه العملية، حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

توتر مستمر

يستمر التوتر في بلدات ريف دير الزور الشرقي مع استمرار الاعتقالات واتهامات لـ"قسد" بارتكاب انتهاكات بحق الأهالي في المنطقة. وفي 11 من أيلول الحالي، دعت عشيرة "الشعيطات" إلى النفير العام ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بعد اتهام القوات بقتل شاب وحجز جثته، في بلدة الغرانيج بريف دير الزور الشرقي.

وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن "قسد" أعدمت ميدانيًا الشاب حكيم الرافع الخليف العبد الحسن، عقب رفضه التوقف على حاجز لها. وأضاف المراسل أن دورية "قسد" حجزت الجثة وامتنعت عن تسليمها لذوي الضحية. وانتشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر دعوات لـ"الجهاد والنفير العام" عبر المآذن في بلدة الغرانيج بريف دير الزور الشرقي.

والشعيطات هي عشيرة عربية من قبيلة "العقيدات الزبيدية" تنتشر في محافظة دير الزور، ويبلغ عددها بين 70,000 إلى 90,000 ويقودها الشيخ رافع عكلة الرجو.

مشاركة المقال: