يشكو سكان بلدة عقربات، الواقعة شمال إدلب بالقرب من مدينة سرمدا وعلى بعد حوالي 8 إلى 10 كيلومترات من معبر باب الهوى الحدودي، من تردي الخدمات الأساسية. وتتزايد مطالباتهم لبلدية أطمة، المسؤولة إداريًا عن البلدة، بالتحرك العاجل لتلبية احتياجاتهم.
طرق متهالكة ومجارٍ مكشوفة
يعبر الأهالي عن استيائهم الشديد من حالة الطريق الرئيسي القادم من جهة دير حسان قبل مفرق مشهد روحين، الذي أصبح مليئًا بالحفر وتتسرب إليه مياه الصرف الصحي من المخيمات المجاورة، واصفين إياه بأنه "أسوأ طريق في المنطقة". هذا الوضع يعرض المارة والمركبات لمخاطر يومية، في ظل غياب أي مشاريع لصيانته أو إعادة تأهيله. ويشير محمود عبد الرزاق، أحد سكان البلدة، إلى أن الطريق المؤدي إلى الدانا يعاني من فيضان مستمر لمياه الصرف الصحي، مما يجعل المرور فيه خلال فصل الشتاء صعبًا وخطيرًا للغاية.
إنارة شبه معدومة
يزيد من معاناة البلدة ضعف شبكة الإنارة العامة، حيث تغرق الشوارع في الظلام مع غروب الشمس، مما يحول البلدة بعد الساعة الثامنة مساءً إلى ما يشبه "بلدة مهجورة"، وفقًا لوصف السكان. هذا الوضع يؤثر سلبًا على الحركة التجارية والاجتماعية، ويفرض قيودًا على النساء والفتيات اللواتي يجدن صعوبة في الخروج ليلًا بسبب انعدام الأمان.
أزمة مواصلات خانقة
تعتبر المواصلات مشكلة أخرى تواجه السكان، خاصة بعد توقف خط باص الزاجل الذي كان يمر عبر عقربات متجهًا نحو أطمة وسرمدا وباب الهوى. وقد حرم إلغاء هذا الخط الأهالي من وسيلة نقل أساسية، وأجبر طلاب الجامعات والموظفين على الخروج قبل ساعات طويلة من مواعيدهم لضمان الوصول إلى إدلب أو سرمدا، نظرًا لعدم امتلاك الكثيرين لسيارات خاصة.
احتجاجات الأهالي ومطالبهم
في ظل هذه الظروف، أطلق ناشطون من عقربات حملة لجمع التواقيع وتقديمها إلى البلدية والجهات الحكومية، للمطالبة بإعادة تأهيل الطرق وصيانة شبكة الإنارة. ومع ذلك، يؤكد السكان أن البلدية لم تستجب حتى الآن، وأن الخدمات الوحيدة التي تقدمها هي تحرير المخالفات، بينما تغيب المشاريع الخدمية الأساسية. ويعبر الأهالي عن استيائهم من "تجاهل بلدية أطمة لاحتياجات عقربات"، مطالبين رئيس البلدية بزيارة البلدة والاجتماع مباشرة مع السكان لوضع خطة شاملة تلبي أبسط مقومات الحياة الكريمة، من إعادة تأهيل الطرق وتحسين الإنارة إلى إعادة تفعيل خطوط المواصلات.
من جانبه، صرح رئيس بلدية منطقة أطمة، عبد الكريم المحمد، ردًا على شكاوى الأهالي، بأن البلدية أجرت تقييمًا لاحتياجات جميع البلدات التابعة لها وفقًا لأولويات محددة، مشيرًا إلى أن البلديات لا تزال في طور التشكيل وتواجه تحديات، أبرزها النواحي المالية. وأكد أن موازنة البلديات سيتم إقرارها قريبًا، وتعهد بالاستجابة لطلبات الأهالي وعدم التقصير في تلبية احتياجاتهم. وأضاف أن الطريق المذكور يقع ضمن قائمة الأولويات، داعيًا الأهالي إلى التحلي بمزيد من الصبر لحين استكمال الإجراءات اللازمة.
بلدة على هامش الاهتمام
على الرغم من قربها من مركز حيوي مثل معبر باب الهوى، لا تزال عقربات، بحسب سكانها، تعاني من تهميش واضح في الخدمات الأساسية، مما يؤثر سلبًا على الحياة اليومية للأهالي، وخاصة الطلاب والنساء، ويزيد من الشعور بالعزلة مقارنة بالبلدات المجاورة التي حظيت بمشاريع خدمية.