الخميس, 18 سبتمبر 2025 11:50 PM

وزارة الصحة تطلق استراتيجية وطنية شاملة للتغذية لمواجهة التحديات المتزايدة

وزارة الصحة تطلق استراتيجية وطنية شاملة للتغذية لمواجهة التحديات المتزايدة

أطلقت وزارة الصحة السورية عملية تطوير إستراتيجية التغذية الوطنية متعددة القطاعات، وذلك خلال ورشة عمل عقدت في فندق البوابات السبع بدمشق. تهدف هذه الورشة إلى وضع استجابة شاملة للتحديات التي تواجه سوريا في مجال التغذية، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين، وتعتبر خطوة أساسية نحو تحقيق مستقبل أكثر صحة وأماناً، بالإضافة إلى النهوض الاقتصادي والاجتماعي.

وفي كلمته، أوضح وزير الصحة مصعب العلي رؤية الوزارة في بناء نظام صحي متكامل ومعافى، يوفر رعاية صحية عادلة وذات جودة عالية، ومتاحة وسهلة الوصول لجميع أفراد المجتمع. وأكد أن التغذية الجيدة ليست مجرد شأن طبي، بل هي قضية تنموية تتقاطع مع الأمن الغذائي، والمياه، والتعليم، والحماية الاجتماعية، والتمويل.

كما أكد وزير الصحة على أهمية الوقاية كأولوية قصوى، مشيراً إلى أن كل استثمار في التغذية الجيدة اليوم هو استثمار في قوة بشرية واقتصاد مزدهر في المستقبل. وشدد على ضرورة تنسيق العمل المشترك والتعاون الوزاري، مع التركيز على الفئات الأكثر هشاشة، وخاصة الأطفال تحت سن الخامسة، والأمهات، والمجتمعات ذات الدخل المحدود.

من جهتها، بينت الممثلة القطرية لمنظمة اليونسيف، زينب آدم، أن جميع الإحصائيات تؤكد خطر انتشار سوء التغذية، الأمر الذي يتطلب العمل الحثيث لتأمين مصادر مستمرة لغذاء الأطفال والأمهات، من خلال توجيه الموارد والتشاركية بين مختلف القطاعات.

بدوره، أوضح مدير التخطيط والتعاون الدولي بوزارة الصحة، زهير القراط، أن نجاح أي خطة وطنية للتغذية يتطلب تكاملاً حقيقياً بين قطاعات الصحة والزراعة والمياه والتعليم والحماية الاجتماعية، بالتعاون مع الشركاء الدوليين لتنسيق الرؤى ورسم خارطة طريق واضحة، تضع احتياجات السوريين في صميم الأولويات.

وأشار القراط إلى أن الواقع الصحي والإنساني يفرض مسؤولية مضاعفة، في ظل النسب المرتفعة لسوء التغذية الحاد والمزمن، وخاصة بين الأطفال والنساء، وهو ما يهدد مستقبل الأجيال القادمة، ويتطلب وضع حلول مستدامة وضمان وصولها إلى كل منطقة وكل أسرة محتاجة.

وحول الوضع التغذوي في سوريا، أوضحت مديرة برنامج التغذية في مديرية الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة، هلا داود، أنه يتم العمل على وضع الإحصائيات والدراسات من خلال إجراء المسوحات. وأشارت إلى أن سبب وفيات الأطفال تحت عمر الـ 5 سنوات هو سوء التغذية، وفقاً لمنظمتي الصحة العالمية واليونسيف.

ولفتت إلى أن حصيلة الوفيات ارتفعت بشكل واضح من 17.6 إلى 28.7 بالمئة خلال إحصائية أجرتها وزارة الصحة عام 2008، ثم أعيدت في 2019. وبينت أنه حسب دراسة سمارت التي أجريت عامي 2019 و 2023، فإن نسب سوء التغذية الحاد ارتفعت من 1.7 بالمئة إلى 4.8 بالمئة، لافتة إلى أن طفلاً من أصل 4 أطفال دون الخامسة يعانون من القزامة، وأن واحدة من أصل 3 سيدات يعانين من فقر الدم خلال سن الإنجاب.

من جانبه، أكد مدير برنامج التغذية في منظمة اليونسيف، جون نتامبي، أهمية تحقيق الركائز الأساسية لبناء التغذية السليمة، والتي تتضمن النظام الغذائي، وتأمين الخدمات المناسبة والممارسات الجدية التي تضمن توفير الغذاء ووصوله بشكل مستدام، مع التركيز على موضوع الرضاعة الطبيعية وتقديم المغذيات وتأمين البيئة المناسبة.

حضر الورشة وزير المالية محمد يسر برنية ومعاون وزير الصحة حسين الخطيب، وعدد من ممثلي وزارات الخارجية والزراعة والطاقة. وتواجه سوريا تحديات كبيرة في القطاع الصحي، أبرزها موضوع التغذية، حيث تظهر الإحصائيات ارتفاع معدلات سوء التغذية لدى الأطفال والنساء، وتزايد حالات الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.

مشاركة المقال: