الخميس, 18 سبتمبر 2025 05:06 PM

مفاوضات أمنية سورية إسرائيلية مرتقبة: هل تنجح في تحقيق الاستقرار؟

مفاوضات أمنية سورية إسرائيلية مرتقبة: هل تنجح في تحقيق الاستقرار؟

أشار الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أن المفاوضات الأمنية الجارية مع إسرائيل قد تسفر عن نتائج ملموسة خلال الأيام القادمة، مع استبعاده التوصل إلى اتفاق سلام أو تطبيع في الوقت الحالي. وأوضح الشرع في تصريحات صحفية أن تحقيق تقدم في التفاهمات الأمنية قد يمهد الطريق لاتفاقات أخرى مستقبلًا، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تلعب دور الوسيط في المحادثات دون ممارسة ضغوط مباشرة على دمشق للتوصل إلى اتفاق.

وكانت وكالة رويترز قد أفادت بأن واشنطن تضغط على سوريا للتوصل إلى اتفاق قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل، وهو ما نفاه الشرع، مؤكدًا أن تصرفات إسرائيل تتعارض مع السياسة الأميركية المعلنة بشأن سوريا مستقرة وموحدة، واصفًا ذلك بأنه "خطير للغاية".

وفيما يتعلق بإمكانية تجاوز الاتفاقات للإطار الأمني، أكد الرئيس السوري أن "السلام والتطبيع (مع إسرائيل) ليسا مطروحين على الطاولة الآن"، وفقًا لما نقلته قناة الجزيرة. وأفادت القناة الإخبارية السورية بأن الشرع أبلغ الصحفيين في دمشق بأن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تحقق نتائج "في الأيام المقبلة"، معتبرًا أن هذا الاتفاق "ضرورة" وأنه يتعين احترام المجال الجوي السوري ووحدة أراضي البلاد، وأن يخضع ذلك لرقابة الأمم المتحدة.

وفي سياق متصل، نقلت الجزيرة عن "مصدر في الحكومة السورية" أن لقاء عُقد في لندن بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، حيث جرى بحث ترتيبات لوقف التصعيد استنادًا إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974. وأوضح المصدر أن المقترح السوري يشترط انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وإعادة انتشار قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في المنطقة العازلة، مشددًا على أن وحدة الأراضي السورية غير قابلة للتجزئة أو المساومة.

وأشار المصدر إلى أن دمشق تعتبر أن أي سلام مستدام في المنطقة يجب أن يرتبط بمعالجة جذور التوتر وعلى رأسها استمرار الاحتلال الإسرائيلي. وكانت وسائل إعلام عبرية قد ذكرت أن إسرائيل ترفض بشكل قاطع الانسحاب من قمة جبل الشيخ، بموجب المفاوضات الجارية حاليًا، نظرًا للأهمية الاستراتيجية الكبيرة للموقع الذي احتلته تلك القوات مؤخرًا.

وفيما لم يحدد الشرع تفاصيل الاتفاق، فقد صرح في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية بأن الحكومة تخوض حاليًا مفاوضات للتوصل إلى اتفاق أمني "حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر/كانون الأول". وأكد أن قوات الاحتلال استغلت الفراغ الذي رافق سقوط نظام الأسد، حيث اقتحمت المنطقة العازلة في الجولان، واحتلت مزيدًا من الأراضي السورية، وشنت مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية في أنحاء سوريا، معتبرًا أن ذلك يشير إلى أن "إسرائيل حزنت على سقوط النظام" البائد.

وبحسب رويترز، فإن سوريا تأمل من المحادثات التوصل إلى اتفاق يضمن وقف الضربات الجوية الإسرائيلية إلى جانب الانسحاب البري، في صيغة مماثلة لاتفاق فك الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام 1974 والذي أدى إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين الجانبين. وفي تعليقه على الضربات الإسرائيلية قرب القصر الرئاسي في تموز، قال الشرع إنها "ليست رسالة بل إعلان حرب"، لكن سوريا "امتنعت عن الرد عسكريا للحفاظ على المفاوضات". وأضاف أنه في حال نجاح الاتفاقية الأمنية، يُمكن التوصل إلى اتفاقيات أخرى، ولكن "من السابق لأوانه مناقشة مصير مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل لأنها مسألة كبيرة".

مشاركة المقال: