الجمعة, 7 نوفمبر 2025 05:49 PM

تصعيد جنوب لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف حزب الله وردود فعل لبنانية ودولية

تصعيد جنوب لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف حزب الله وردود فعل لبنانية ودولية

نفذ الجيش الإسرائيلي غارات على جنوب لبنان يوم الخميس، مدعياً استهداف مواقع تابعة لحزب الله. سبقت هذه الغارات تحذيرات لسكان عدد من القرى الجنوبية بإخلاء منازلهم، تمهيداً لقصف مبانٍ زعم الجيش أنها تضم بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله.

تأتي هذه التطورات قبل أيام من الذكرى السنوية الأولى للحرب بين إسرائيل وحزب الله، والتي تتزامن مع استعداد الحزب لإحياء ذكرى استشهاد أمينه العام السابق حسن نصرالله في 27 أيلول/سبتمبر 2024، والذي قضى في غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.

في سياق متصل، دعا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام المجتمع الدولي، وخاصة الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها الفورية، وذلك وفقاً لبيان صادر عن مكتبه.

وبعيداً عن التحذيرات، أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء شن ضربات جوية على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان.

من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بوقوع غارتين على الأقل استهدفتا قرية ميس الجبل الحدودية، التي تعرضت لدمار كبير خلال الحرب ولم يعد سوى عدد قليل من سكانها إلى منازلهم، بالإضافة إلى قرية دبين. كما أشارت الوكالة إلى وقوع "غارة معادية" على بلدة كفرتبنيت.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية، أفيخاي أدرعي، قد كتب في منشور على منصة "إكس" قبيل الضربات: "سيهاجم جيش الدفاع على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي في أنحاء جنوب لبنان، وذلك في مواجهة محاولاته المحظورة لاستئناف أنشطته في المنطقة".

ونشر الجيش خرائط لأربعة مبانٍ في قرى ميس الجبل ودبين وكفرتبنيت بجنوب لبنان، داعياً السكان إلى إخلائها "فوراً" والبقاء "على مسافة لا تقل عن 500 متر منها". وأضاف أدرعي أن "البقاء في هذه المباني يعرضكم للخطر".

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بحصول حركة نزوح للسكان على الطريق الواصل بين بلدة كفرتبنيت ومدينة النبطية بعيد منشور أدرعي.

وجدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام دعوته للمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف "اعتداءاتها" على لبنان، وذلك خلال جلسة لمجلس الوزراء، معلقاً على التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة.

وتأتي هذه الغارات بعد يوم من إحياء حزب الله ذكرى مرور عام على تفجير إسرائيل لآلاف من أجهزة الاتصالات اللاسلكية كانت بحوزة عناصره، مما أسفر عن استشهاد 37 شخصاً وإصابة نحو 3 آلاف شخص بجروح، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وبعد حربه الأخيرة مع إسرائيل، خرج الحزب ضعيفاً مع خسارته أبرز قادته وتدمير جزء كبير من ترسانته.

ويواجه الحزب مزيداً من الضغوط مع اتخاذ الحكومة اللبنانية قراراً يقضي بحصر السلاح بيد قوات الأمن اللبنانية والجيش، على وقع ضغوطات أميركية وتهديدات بتوسيع إسرائيل لضرباتها في لبنان. ووضع الجيش اللبناني في أيلول/سبتمبر خطة لتنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله الذي اتخذته الحكومة في آب/أغسطس.

ورفض حزب الله خطة نزع السلاح التي تضعها الحكومة في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.

ونص الاتفاق على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.

ونص الاتفاق كذلك على وقف العمليات الحربية وانسحاب إسرائيل من المواقع التي تقدمت إليها خلال الحرب الأخيرة. إلا أن الدولة العبرية أبقت على وجود قواتها في خمس تلال في جنوب لبنان، وتواصل تنفيذ غارات جوية شبه يومية على مناطق مختلفة، تقول إنها تستهدف مخازن أسلحة لحزب الله وعناصر فيه.

مشاركة المقال: