في الذكرى السنوية الأولى للعدوان الإسرائيلي على لبنان في سبتمبر الماضي، شنّ العدو الإسرائيلي سلسلة غارات جوية يوم أمس، في رسالة مفادها استمرار المواجهة ضد لبنان وعدم الاكتراث بالمباحثات السياسية الداخلية أو مع الوسيط الأمريكي بشأن الوضع في الجنوب.
نفذت الطائرات الإسرائيلية ست غارات، معتمدة أسلوب التحذير المسبق عبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. استهدفت الغارات منازل في ميس الجبل وبرج قلاويه وكفرتبنيت ودبين والشهابية، مما أدى إلى تدميرها بالكامل بعد إخلائها من السكان. وزعم بيان العدو أن المنازل المستهدفة كانت تستخدم كمستودعات أسلحة لـ«قوة الرضوان»، في تكرار لاستهداف قادتها قبل عام.
تأتي هذه الاعتداءات في سياق الحرب النفسية الإسرائيلية على بيئة المقاومة، واستحضارًا لأحداث سبتمبر الماضي. لم تستثنِ الاعتداءات الجيش اللبناني، حيث ألقت طائرة إسرائيلية قنبلتين صوتيتين على سطح مكتب استخبارات الجيش في ميناء الناقورة وعلى حرم الميناء.
أرجعت مصادر مطلعة الغارات إلى «الضغط على الجيش اللبناني لتنفيذ خطة سحب السلاح بالقوة». وأكد رد الجيش على الغارات أن هذه الأعمال تعرقل جهوده لحصر السلاح في منطقة جنوب نهر الليطاني.
في المجالس المغلقة، يشكك ممثلون عن الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا في قدرة الجيش على نزع السلاح بالطريقة الحالية، التي تهدف إلى التوفيق بين الشعب والمقاومة وتنفيذ القرارات الدولية. ويرى هؤلاء أن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى «التأكيد على أن جنوب الليطاني لا يزال مليئًا بالسلاح». ويستند هؤلاء إلى دعم من رئيس الحكومة نواف سلام، الذي «أوصى بدعم عمل لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وأطلق أيدي الجيش لمصادرة السلاح».
في المقابل، تتمسك قيادة الجيش بمعادلتها المرتبطة بوقف الاعتداءات وانسحاب قوات الاحتلال أولاً. وجددت في بيانها بعد الغارات إصرارها على أن «الاعتداءات والخروقات تعيق انتشار الجيش في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته، بدءاً من منطقة جنوب الليطاني». وأشارت إلى أن إحدى وحداتها عثرت على «جهاز تجسس مموّه، كان العدو الإسرائيلي قد وضعه في منطقة اللبونة».
وبما أن موافقة سلام ليست كافية لنزع سلاح المقاومة، تعود مورغان أورتاغوس إلى لبنان يوم الأحد المقبل، في زيارة تقتصر على المشاركة في اجتماع «الميكانيزم» ولقاء ضباط الجيش دون لقاءات مع السياسيين. وتحمل أورتاغوس «سلة من الإملاءات الصارمة للجيش بوجوب تنفيذ خطة سحب السلاح بالقوة، مستعينة بغطاء سلام».
الغارات على منزلين في ميس الجبل نفذت على أحياء سكنية مأهولة، مما أجبر السكان على إخلائها مؤقتًا. وأصيب مواطن سوري بشظية في يده أثناء التقاطه صورًا لأحد المنازل المستهدفة. وفي برج قلاويه، استهدفت الغارة منزلاً مجاوراً للجبّانة، مما أدى إلى تضرر عدد كبير من القبور. وأشار أحد العسكريين إلى أن العدو تعمد استخدام صواريخ كبيرة لإحداث أكبر ضرر في المنازل القريبة من نقاط الاستهداف وإشاعة الذعر. ولم تسجل أي حركة نزوح من القرى المستهدفة، وعاد الناس إليها فور انتهاء الغارات.