السبت, 20 سبتمبر 2025 09:40 PM

زيارة تاريخية لوزير الخارجية الشيباني إلى واشنطن تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات السورية الأمريكية

زيارة تاريخية لوزير الخارجية الشيباني إلى واشنطن تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات السورية الأمريكية

واشنطن-سانا: في توقيت بالغ الأهمية لأمن المنطقة وسوريا، تواصل دمشق جهودها الدبلوماسية النشطة. فمن باريس إلى واشنطن ثم باكو، تعكس هذه التحركات انفتاح سوريا وجديتها في معالجة القضايا الحساسة لاستقرار المنطقة.

تأتي زيارة وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد حسن الشيباني، إلى واشنطن، لتؤسس لمسار إيجابي في العلاقات بين دمشق وواشنطن، خاصة مع التقارب الملحوظ بين الجانبين. هذه الزيارة، الأولى لوزير خارجية سوري منذ 25 عاماً، يراها المراقبون محطة مهمة في استعادة العلاقات مع واشنطن، وهي المسيرة التي بدأتها القيادة السورية قبل حوالي تسعة أشهر.

لا شك أن هذه الزيارة ترسم صورة جديدة للدولة السورية، التي انتهجت، منذ توليها مهامها قبل ما يزيد قليلاً على تسعة أشهر، سياسة بناءة تهدف إلى إقامة علاقات مع الجميع، استناداً إلى مصالح شعبها واستقلالية قرارها.

وفقاً لوسائل إعلامية، تكتسب زيارة الشيباني أهمية خاصة في هذا التوقيت، حيث تأتي لمتابعة المباحثات مع الجانب الأمريكي حول ملفات متعددة، أبرزها استكمال رفع العقوبات عن سوريا، وتحمل دلالات استعادة الثقة بين سوريا والولايات المتحدة.

التقى الوزير الشيباني خلال زيارته عدداً من المسؤولين الأمريكيين، من بينهم أعضاء بارزون في الكونغرس بغرفتيه (الشيوخ والنواب)، بالإضافة إلى لقائه نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لاندو، مما أتاح للقيادات الأمريكية الاطلاع المباشر على الصورة الحقيقية للوضع في سوريا.

وخلال الزيارة، رفع الوزير الشيباني علم سوريا، بنجومه الحمراء الثلاث، في مقر السفارة السورية لدى واشنطن، إيذاناً ببدء فصل جديد في العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، بعد أحد عشر عاماً على إغلاق السفارة بسبب ممارسات النظام البائد والحرب التي شنها على الشعب السوري.

تسبق زيارة الشيباني، بأيام، زيارة الرئيس أحمد الشرع للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المقرر أن يلقي الرئيس الشرع خطاباً هو الأول لرئيس سوري في هذا المحفل العالمي منذ عام 1967، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة تاريخية من شأنها إعادة سوريا إلى الساحة الدولية لتضطلع بدور محوري على صعيد الإقليم والعالم.

ترى المصادر المتابعة أن زيارة الشيباني ستساهم في حلحلة العديد من المسائل، ربما أهمها التوصل إلى نواة اتفاق أمني مع إسرائيل يحفظ سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن شمال شرق سوريا، وكذلك اتفاق خارطة الطريق الذي أُعلن عنه قبل أيام حول حل الأزمة في السويداء.

في المحصلة، تعكس زيارة الشيباني إلى واشنطن انفتاح سوريا على الحوار المباشر مع الولايات المتحدة، سعياً لفتح صفحة جديدة من العلاقات تقوم على بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، بما يخدم مصالح الشعب السوري.

مشاركة المقال: