أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى إحراز تقدم في المحادثات الجارية مع سوريا، والتي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق أمني محتمل بين الطرفين. وذكر نتنياهو أن هذه المحادثات تجري مع نظام الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، مؤكدًا أن ما تحقق حتى الآن لا يزال في إطار "رؤية للمستقبل".
وخلال اجتماع لمجلس الوزراء، الأحد 21 آذار، نقلت القناة "13" الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إن "انتصارات" إسرائيل في لبنان على "حزب الله" "فتحت نافذة لإمكانية تحقيق السلام مع جيراننا في الشمال"، في إشارة واضحة إلى سوريا. وأضاف: "أزلنا من رؤوسنا خطر القنابل الذرية الإيرانية، التي كانت تهدف إلى تدميرنا، وخطر عشرات الآلاف من الصواريخ الباليستية التي خططت إيران لإنتاجها خلال بضع سنوات، كما ضربنا جميع أجزاء المحور الإيراني في لبنان وسوريا واليمن وغزة، وحتى إيران نفسها".
من جانبها، أفادت القناة "12" الإسرائيلية بأن التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا قد يشكل اختراقًا كبيرًا في العلاقات بين البلدين، وربما يكون خطوة أولى نحو اتفاقيات إضافية، وحتى التطبيع في المستقبل. وأشارت القناة إلى أن الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه يهدف إلى استبدال اتفاقية فصل القوات بين البلدين لعام 1974، والتي أصبحت "غير ذات صلة" بعد سقوط نظام الأسد، واحتلال المنطقة العازلة من قبل إسرائيل.
وفي سياق متصل، صرح زعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل، موفق الطريف، لـ"هيئة البث الإسرائيلية" بأن رئيس الحكومة تعهد بأن الاتفاق مع سوريا سيشمل نزع السلاح جنوب سوريا، وضمان حماية أبناء الطائفة الدرزية في المنطقة.
اجتماع سوري- إسرائيلي في لندن
كشفت القناة عن اجتماع عُقد في لندن في 17 أيلول، جمع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك. وخلال الاجتماع الذي استمر خمس ساعات، قدم الجانب السوري رده على الاقتراح الإسرائيلي بشأن اتفاقية جديدة للأمن الحدودي. واتفق الجانبان على تسريع المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنه من المتوقع أن يطلع ديرمر نتنياهو والمشاركين الآخرين في النقاش على تفاصيل المحادثات مع سوريا، والتنازلات التي سيتعين على إسرائيل تقديمها في إطار الاتفاق الأمني. وأضاف المسؤول أن التقدم الذي تحقق في المحادثات في لندن يعود إلى المرونة التي أظهرها السوريون.
وأشار مسؤول إسرائيلي كبير ثان إلى أنه ليس من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع سوريا قريبًا، لكنه أكد أن إسرائيل لن توافق على الانسحاب من الجانب السوري من جبل الشيخ. وأضاف المصدر: "نحن لا نؤمن حقًا بهذا النظام، لكن الاتفاق يمكن أن يمنع التصعيد ويستقر الوضع على الحدود".
الشرع: لا أثق بإسرائيل
اعتبر الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أن استهداف مبنيي الرئاسة ووزارة الدفاع من قبل إسرائيل بمثابة "إعلان حرب"، مؤكدًا أنه لا يثق بإسرائيل. وقدم الشرع تحديثات حول الوضع الراهن في مسألة الاتفاق الأمني مع إسرائيل، خلال حوار مع صحفيين وباحثين من جنسيات مختلفة حول العالم.
ونقلت صحيفة "ملييت" عن مدير الأبحاث في "مركز عمران للدراسات"، عمر أوزكيزيلجيك، الذي حضر الجلسة، فحوى اللقاء في 19 أيلول. وعندما سأل الباحث الشرع عن المفاوضات مع إسرائيل عقب هجوم قطر واضحة للغاية، أجاب الشرع: "إذا كنت تسألني إن كنت أثق بإسرائيل، فالجواب لا"، مشيرًا إلى قرب الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل مشابه لاتفاق 1974، بوساطة أمريكية، مؤكدًا أن "هذا الاتفاق لا يعني قطعًا التطبيع أو ضم سوريا إلى اتفاقيات إبراهام".
وقال الشرع، وفقًا للصحيفة، إن هجمات إسرائيل على مبنيي الرئاسة ووزارة الدفاع تعد "إعلان حرب"، ومع ذلك، اعتبر الرئيس السوري أنه لم يكن أمامهم خيار سوى "التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل"، مشيرًا إلى أن التزام إسرائيل بهذا الاتفاق "مسألة منفصلة". وأضاف: "سوريا تجيد القتال، لكنها لم تعد تريد الحرب".
وفي تصريحات لـ"رويترز"، نقلتها في 18 أيلول الحالي، قال الشرع إن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج "في الأيام المقبلة"، معتبرًا أن الاتفاق "ضرورة"، لكن المحادثات بشأن هذا الاتفاق تعطلت بسبب أحداث السويداء في تموز الماضي.