تتداول صفحات محلية أنباء عن تجدد التوترات في قرية "حورات عمورين" بريف "حماة"، وذلك على خلفية قضية العنصر في الجيش السوري "حسين أحمد قدحنون" الذي اختطفه مجهولون. وقد قام الخاطفون بتصويره أثناء تعذيبه، زاعمين أن هذا العمل جاء كرد فعل على الاعتداء الجنسي الذي تعرضت له الشابة "روان"، وهي من أبناء القرية.
شهد يوم أمس هجمات مسلحة على "نهر البارد" وقرى محيطة، بحجة البحث عن العنصر المختطف، وتخلل ذلك إطلاق نار أدى إلى مقتل المواطن "إبراهيم الركني". وقد هدأت التوترات نسبياً بعد تدخل قوى الأمن الداخلي.
إلا أن التوتر عاد للظهور مجدداً اليوم، حيث انتشرت أنباء عن وصول أهالي العنصر المخطوف، برفقة مسلحين، إلى "حورات عمورين"، مطالبين بأخذ "روان" كرهينة لحين إطلاق سراح ابنهم. وقد قوبل هذا الطلب بالرفض من قبل أهالي القرية. وتفيد الأنباء بوجود وساطة من الأمن العام لعقد اجتماع بين الطرفين وتهدئة الأوضاع، ولكن لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات وسط تضارب الأنباء وغياب التصريحات الرسمية.
من جهته، صرح قائد الأمن الداخلي في حماة، العميد "الشنتوت"، بأن مجموعة اختطفت عنصراً من الجيش السوري، ونشرت مقطع فيديو لتعذيبه، مما أدى إلى اندلاع توتر أمني تمثل بهجوم مسلح نفذه أقارب المخطوف. وأضاف أن وحدات من الأمن الداخلي ووزارة الدفاع تحركت على الفور وانتشرت في محيط "حورات عمورين"، وتمكنت من ضبط الوضع الأمني وبدأت بملاحقة المعتدين. وأكد أن القوات الأمنية لن تسمح بتهديد السلم الأهلي أو المساس بحياة المواطنين، مشيراً إلى أن قيادة الأمن الداخلي تتابع التحقيقات لملاحقة المتورطين في أعمال الخطف والهجوم وتقديمهم للقضاء.
في ظل استمرار مصير العنصر المخطوف مجهولاً، تعتبر المعلومات عن محاولات أخذ الشابة "روان" كرهينة جريمة إضافية بعد جريمة الاعتداء الجنسي التي تعرضت لها. يذكر أن الأجهزة الأمنية لم تعلن عن أي تقدم في التحقيقات بقضية الاعتداء، على الرغم من مرور أسابيع على وقوعها. إن أسلوب أخذ الرهائن مقابل إطلاق سراح مخطوف يتعارض مع فكرة وجود "الدولة" المسؤولة عن حماية جميع مواطنيها، من العنصر المخطوف إلى الشابة المعتدى عليها، ومحاسبة المتورطين سواء بالخطف أو بالاعتداء أو بالهجوم على القرية وقتل مدني.