تجاوزت التبرعات لحملة "الوفاء لإدلب" في مدينة إدلب شمالي سوريا مبلغ 208 ملايين دولار خلال حفل إطلاقها يوم الجمعة 26 من أيلول. تهدف الحملة إلى جمع التبرعات لدعم المناطق المتضررة في المحافظة والنهوض بالبنية التحتية التي دمرتها الحرب.
أعلى التبرعات أعلن عنها رجل الأعمال السوري غسان عبود، صاحب مجموعة "أورينت"، بقيمة 55 مليون دولار باسمه وعن وكلاء. وتلقت الحملة تبرعًا من صندوق الأمم المتحدة الإنمائي بقيمة 14 مليون دولار، كما تبرعت "الجمعية الطبية السورية الأمريكية" (سامز) بقيمة 11 مليون دولار.
كما تبرع رجل الأعمال السوري أيمن الأصفري بمبلغ عشرة ملايين دولار للحملة، وفق ما أعلنه وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح. وشهد الملعب البلدي حضور شخصيات حكومية وسياسية وإعلامية ومجتمعية ورجال أعمال، أبرزهم الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الذي ألقى خطابًا بمناسبة عودته من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
أوضح عضو لجنة العلاقات العامة في الحملة، محمد الشيخ، لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن المبادرة تهدف إلى تقديم الدعم الإنساني والخدمي للمناطق التي تضررت بفعل النظام السوري السابق، من خلال مشاريع تنموية.
تحظى محافظة إدلب برمزية خاصة، إذ استقبلت الملايين من المهجرين الذين خرجوا من المدن السورية خلال سنوات الثورة السورية، إثر حملات التهجير التي مارسها النظام السوري السابق في المناطق التي كانت خارج سيطرته. وأقام في مناطق شمال غربي سوريا أكثر من خمسة ملايين شخص، في مناطق سيطرة المعارضة حينها، بينهم مليونا شخص في المخيمات، منهم 1.4 مليون في إدلب، حتى نهاية عام 2024، بحسب الأمم المتحدة.
تعتبر الحملة امتدادًا لحملات أخرى انطلقت بمدن سورية، بدعم من شخصيات ومؤسسات خاصة ومنظمات مجتمع مدني، وبرعاية حكومية. أحدث الحملات، قبل "الوفاء لإدلب"، كانت حملة "ريفنا بيستاهل" في ريف دمشق، في 20 من أيلول الحالي، وكسرت التبرعات فيها التوقعات لتصل إلى أكثر من 76 مليون دولار. وفي 11 من أيلول، انطلقت حملة "دير العز" ليصل المبلغ فيها إلى ما يقارب الـ30 مليون دولار، خلال اليوم الأول. وفي درعا، وصلت قيمة التبرعات لحملة "أبشري حوران" إلى أكثر من 36 مليون دولار خلال حفل إطلاقها، في 30 من آب الماضي. وكانت باكورة الحملات، حملة "أربعاء حمص"، في 13 من آب الماضي، التي وصلت إلى مبلغ 13 مليون دولار، خلال حفل إطلاقها.
أكد مدير عام الخدمات المصرفية في بنك "ستاندرد تشارترد"، نبال نجمة، أن هذه الحملات تُحدث تأثيرًا اقتصاديًا إيجابيًا مباشرًا، خصوصًا في محافظات عانت من دمار كبير. وقال نجمة، إن تركيز هذه الحملات على إعادة تأهيل البنى التحتية في القطاعات الزراعية والخدمية والصناعية الصغيرة، وخلق فرص عمل فورية، وتحسين المستوى المعيشي للناس، هو ما يجعل أثرها إيجابيًا ومباشرًا. ولكن حملات التبرعات، التي هي بطبيعتها مؤقتة ومحدودة، و"تلفّها حالة العاطفة أو الفزعة"، ليست بديلًا عن سياسات التنمية المستدامة التي تهدف إلى زيادة الإنتاج، وتعزيز الاستثمار، وخلق موارد متجددة ومستقرة، وبحجم يلبي حاجات النهوض الاقتصادي الهائلة، بحسب نجمة.