السبت, 27 سبتمبر 2025 11:59 PM

حملة "النظافة ثقافة" تُحيي بيت التراث الدمشقي وتُعيد رونقه

حملة "النظافة ثقافة" تُحيي بيت التراث الدمشقي وتُعيد رونقه

دمشق-سانا: استضاف بيت التراث الدمشقي، الكائن في حي العقيبة بدمشق، اليوم فعاليات حملة تنظيف شاملة، وذلك في إطار حملة "النظافة ثقافة" التي انطلقت في التاسع من آب الماضي، وشملت العديد من المعالم الأثرية في مختلف المحافظات السورية.

الحملة، التي نظمتها وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف ومؤسسة بنى التنموية، شهدت مشاركة واسعة من الناشطين والمتطوعين الشباب، وتستهدف إعادة استثمار المتحف على نحو يليق بقيمته الثقافية، بهدف جذب المزيد من الزائرين.

تعاون مؤسساتي للحفاظ على هوية المتحف التراثية

أوضح أحمد خنوس، المشرف على حملة النظافة، أن اختيار بيت التراث الدمشقي جاء لأهميته الأثرية في العاصمة، مشيراً إلى أن الحملة ستتبعها مراحل أخرى لإعادة تأهيل المبنى بشكل كامل، وأكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الوزارة لإعادة تأهيل المواقع الأثرية الهامة في دمشق والمحافظات، وذلك بالتعاون مع مؤسسة بنى التنموية.

من جانبه، ذكر عمار السليم، مؤسس ومدير مؤسسة بنى التنموية، أن هذه المبادرة تمثل جزءاً من برامج المؤسسة ضمن مشروع ميراث، الذي يركز على ترميم المباني الأثرية بالتعاون مع وزارة الثقافة. وأضاف أن المرحلة الأولى من المشروع تركز على حملات التنظيف، وسيتم توسيع نطاق العمل ليشمل أماكن أخرى، انطلاقاً من إيمان المؤسسة بأن العمارة تعكس هوية المجتمع وتعبر عن تاريخه.

بدوره، أكد سامي صالح، مدير بيت التراث الدمشقي، أن المبنى يمثل نموذجاً للقصور القديمة المزخرفة والمتنوعة، ويضم قاعات برسوم جدارية وأسقفاً عجمية فريدة. وأوضح أن الحملة تهدف إلى توعية الشباب وتعزيز مفهوم أن "الثقافة هي نظافة"، وأن الاهتمام بالمعالم التاريخية هو مسؤولية تقع على عاتق الجميع.

الشباب في قلب المبادرة

تالا محمد نور الدين، طالبة هندسة معمارة ومتطوعة في مؤسسة بنى، تحدثت عن أهمية المشاركة في الحملة، والتي تتيح لها تطوير مهاراتها واكتساب الخبرات استعداداً لسوق العمل، خاصة وأن الحملة تركز على إحياء التراث وتوثيقه والتعريف به للمنظمات الدولية. وأشارت إلى أن النظافة ليست الهدف الوحيد، بل إن توثيق ونقل التراث يمثل أهمية كبيرة للحفاظ على الهوية السورية.

أما المتطوعة ديمة فتينة، فقد وصفت الحملة بأنها تعكس "مسؤولية وطنية تجاه دمشق القديمة، التي يجب الحفاظ عليها باعتبارها وجهة جذب سياحية مهمة". ونوهت بأهمية المشاركة في إعادة تأهيل المباني التراثية القديمة، حيث عملت مع زملائها على تنظيف المبنى بهدف توثيقه في المراحل المقبلة، ووضع مخططات وتقديمها لوزارة الثقافة، التي تعمل على تعزيز المتحف وإعادة توظيفه ثقافياً وسياحياً.

يذكر أن مؤسسة بنى التنموية تأسست عام 2024، وتعمل في مجالات التنمية والإسكان والتعليم والتمكين، وتختص بتنمية العمارة والعمران، وتدير مشروع "ميمارستان" الذي يهدف لترميم المباني الحكومية وغير الحكومية بالتعاون مع المجتمع الأهلي، وذلك بمشاركة أربعين مهندساً معمارياً وشباب من طلاب وخريجي الهندسة المعمارية.

مشاركة المقال: