حلب-سانا: استضافت محطة السكك الحديدية في حلب فعالية فنية مميزة تحت عنوان "طريق"، بمشاركة نحو 100 فنان سوري. تهدف هذه الفعالية، التي أقيمت بإشراف مؤسسة مداد ومشروع باي ديفولت، إلى إحياء الذاكرة الجمعية وتعزيز دور الفن في بناء المجتمع.
جمعت الفعالية 21 فناناً من حلب و73 فناناً من باقي المحافظات، وذلك في إطار النسخة الثانية من فعالية "طريق" التي انطلقت من دمشق. تحولت أروقة محطة قطار حلب المهجورة إلى صالات عرض نابضة بالحياة، حيث عُرضت مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية، بما في ذلك اللوحات الجدارية، والمنحوتات، والتركيبات التفاعلية، وأعمال الفيديو.
أعمال فنية وتركيبية
من بين الأعمال البارزة التي تم عرضها عمل "رقم" للفنانة آلاء جيوس، الذي يسلط الضوء على تحول الإنسان إلى مجرد رقم. كما لفت الانتباه تركيب "دعونا نمضي" لزين العابدين غرب، الذي يستكشف موضوع الصراع والمصالحة. بالإضافة إلى ذلك، عُرض عمل "على الحافة" للفنانة جودي عقد، الذي يجسد مشهداً استعادياً للحرية والقيود من خلال فيديو فني.
أوضح ميار بدوي، مسؤول العلاقات العامة في مشروع باي ديفولت، في تصريح لمراسلة سانا، أن فعالية "طريق" تتجاوز كونها مجرد معرض، فهي حركة ثقافية تسعى إلى تحويل المساحات المهمشة إلى منصات إبداعية. وأشار إلى أن الفعالية تمثل رحلة مشتركة للفنانين والجمهور لإعادة تصور مفاهيم الهوية والانتماء.
أكد بدوي على أهمية دور الفن في تعزيز التماسك الاجتماعي وإحياء الأماكن المهجورة، مثل محطة القطار، وتحويلها إلى فضاءات حيوية للإبداع والأحلام.
من جانبه، صرح مروان طيارة، مؤسس مؤسسة مداد (وهي مؤسسة غير ربحية تدعم الفنانين السوريين الشباب)، بأن الهدف من الفعالية هو تعزيز حضور الفن في المجتمع وإتاحة الفرصة للفنانين للتعبير عن رؤيتهم في إعادة إعمار سوريا ثقافياً وإنسانياً. وأشاد بالشراكة مع مشروع باي ديفولت، التي ساهمت في إنجاح هذا الحدث، الذي يهدف إلى تعزيز التواصل بين السوريين داخل البلاد وخارجها.
اختتمت الفعالية بدعوة الجمهور إلى مواصلة هذه الرحلة والمساهمة في بناء مستقبل يعكس أحلام السوريين بالسلام والحرية والانتماء. يذكر أن الفعالية مستمرة حتى العاشر من الشهر القادم.