الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 06:03 PM

العراق يعزز إجراءاته الأمنية على الحدود مع سوريا تحسباً لأي تسلل

العراق يعزز إجراءاته الأمنية على الحدود مع سوريا تحسباً لأي تسلل

أكد ياسر وتوت، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، أن مختلف القوات العراقية، بما في ذلك الجيش وحرس الحدود وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، قد اتخذت تدابير عسكرية متقدمة لتأمين الحدود المشتركة مع سوريا.

وفي حواره مع منصة "الجبال" العراقية، أوضح وتوت أن لجنة الأمن والدفاع تلقت معلومات حول "تصريحات إعلامية عراقية" تشير إلى نية بعض "الجماعات الإرهابية" المتواجدة داخل سوريا بالتسلل أو شن هجمات تستهدف العراق. ومع ذلك، أشار إلى أنه لم يتلق أي تأكيد رسمي لهذه المعلومات من قبل الجهات الأمنية المختصة.

وأضاف وتوت: "تم تعزيز التحصينات ونشر أجهزة مراقبة وكاميرات حرارية، بالإضافة إلى تكثيف الطلعات الجوية والاستطلاعية، مما يجعل اختراق الحدود أو تهديد الاستقرار الداخلي أمرًا صعبًا للغاية على أي عناصر مسلحة".

جاءت تصريحات وتوت ردًا على تصريحات نوري المالكي، زعيم ائتلاف "دولة القانون" العراقي، التي أدلى بها في 27 من أيلول، والتي ذكر فيها أن هناك نية لـ "اقتحام العراق" من قبل "عصابات مسلحة" في سوريا.

وأشار وتوت إلى أن القوات الأمنية العراقية وضعت خططًا محكمة لتأمين حدودها في المناطق الصحراوية الحدودية مع سوريا، والتي كانت في السابق معقلًا للجماعات "الإرهابية". وأكد أن العراق اليوم أقوى وأكثر خبرة في مواجهة "الإرهاب"، ولن يسمح بعودة هذه الجماعات الإجرامية مرة أخرى.

جدران على حدود سوريا

أفاد حيدر الكرخي، مدير إعلام قيادة الحدود العراقية، بأن إقامة الجدران الكونكريتية على الحدود مع سوريا تتم بإشراف قيادة قوات الحدود. وجاء ذلك ردًا على تقارير إعلامية مقربة من "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا، تفيد بأن حكومة "إقليم كوردستان" في العراق تبني جدارًا كونكريتيًا بارتفاع 3 أمتار وعرض 75 سنتيمترًا على الحدود مع شمال شرق سوريا.

وأكد الكرخي في حواره مع وكالة "رووداو" أن الخطة تهدف إلى تحصين كامل المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وسوريا بجدار يمتد من حدود "ربيعة" إلى معبر "فيشخابور". وأشار إلى وجود تنسيق كامل مع حكومة إقليم كوردستان العراق لتنفيذ الجدار وعمليات مراقبة الحدود مع تركيا وجزء من الحدود مع سوريا.

وكانت قيادة قوات الحدود العراقية قد أكدت في 15 من أيلول الماضي أن حدودها محمية بالكامل ولا يوجد أي خطر يهدد العراق، مشيرة إلى أن 99% من جميع الحدود العراقية مراقبة بكاميرات المراقبة، مع استمرار بناء الجدران الكونكريتية. وأضافت أنها تعمل على تأمين حدودها مع سوريا بصبات كونكريتية وتخطط لتمديدها لمسافة 100 كيلومتر أخرى، موضحة أن المعمل الذي ينتج الصبات سيستمر في العمل حتى تأمين جميع الحدود العراقية مع سوريا بصبات قوية ومحكمة.

وكشفت قيادة قوات الحدود عن حفر خنادق على امتداد الحدود مع سوريا خلف الجدار، بالإضافة إلى مراقبتها بواسطة الطائرات المسيرة بشكل يومي، مبينة أن كل طائرة مسيرة قادرة على مراقبة مساحة 80 كيلومترًا. وأكدت أن قوات الحدود تمسك بالخط الأمامي، وخلفها تتمركز قوات الجيش والحشد الشعبي العراقي.

تنسيق أمني مع سوريا

أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن العراق ينسق مع الحكومة السورية الجديدة، وخاصة في المسائل الأمنية. وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، قال السوداني إن دمشق وبغداد تواجهان عدوًا مشتركًا هو تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يتواجد بوضوح في سوريا.

وأضاف السوداني أن حكومته حذرت الحكومة السورية من الأخطاء التي وقعت في العراق بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، حين أدى الفراغ الأمني الذي أعقب ذلك إلى سنوات من العنف الطائفي وصعود الجماعات المتطرفة المسلحة. ودعا القيادة السورية إلى السعي إلى "عملية سياسية شاملة تضم جميع المكونات والطوائف".

وشدد على أن العراق لا يريد تقسيم سوريا ولا أي وجود أجنبي على أراضيها، ورفض التوغلات الإسرائيلية جنوبي سوريا.

مشاركة المقال: