الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 10:45 AM

خطة ترمب للسلام: توني بلير يقود المرحلة الانتقالية في غزة.. ما التفاصيل؟

خطة ترمب للسلام: توني بلير يقود المرحلة الانتقالية في غزة.. ما التفاصيل؟

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، اختار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير للعب دور محوري في خطته لإنهاء الحرب في غزة، وهي خطة معلقة على موافقة إسرائيل وحماس.

بعد أن ساد اعتقاد بأن بلير سيشرف على تنفيذ الخطة، أعلن ترمب أنه سيترأس هيئة انتقالية دولية جديدة تحت مسمى «مجلس السلام». ستتولى هذه الهيئة الإشراف على سلطة انتقالية مؤقتة تتمثل في لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية، تتولى إدارة الخدمات العامة والبلديات في القطاع.

أوضح ترمب أن الهيئة ستضم أعضاء ورؤساء دول آخرين سيتم الإعلان عنهم لاحقاً، بمن فيهم توني بلير. ستضع الهيئة الإطار العام وتدير التمويل لإعادة إعمار غزة، وذلك لحين استكمال السلطة الفلسطينية برنامج إصلاحها.

وأضاف: «سنؤسس (مجلس السلام) برئاستي، وتوني بلير سيكون بين أعضاء المجلس، وسنضم أعضاء آخرين، ولن يكون لحماس دور في هذا المجلس، ولن تلعب أي دور في غزة، سنتعاون مع البنك الدولي لتدريب الحكومة الجديدة».

بلير: شخصية مثيرة للجدل

يعتبر بلير، البالغ من العمر 72 عاماً، شخصية مثيرة للجدل في العالمين العربي والبريطاني، بسبب دوره في حرب العراق، التي وصفه البعض فيها بـ«مجرم حرب».

بعد مغادرته منصبه، تحول إلى مستشار دولي وصانع سلام، حيث شغل منصب مبعوث اللجنة الرباعية للشرق الأوسط بين عامي 2007 و2015. بنى شبكة واسعة من العلاقات السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى مؤسسته الخاصة «TBI» التي تقدم خدمات استشارية دولية.

خبرة وتجربة

لم يكن اختيار ترمب لبلير عشوائياً، فخبرته الطويلة في الشرق الأوسط، وعلاقاته مع القادة العرب والأوروبيين، وتجربته السابقة في إدارة الصراعات الدولية، جعلته يبدو الشخص الأنسب لإدارة سلطة انتقالية، والإشراف على إعادة إعمار غزة، وتنسيق المساعدات الإنسانية، وإرساء الأمن والاستقرار خلال المرحلة الانتقالية.

وفقاً لمصادر في واشنطن، قدم بلير خدماته وخبرته خلال اجتماع مع ترمب في البيت الأبيض في أغسطس (آب). لم يستطع رفض المهمة، رغم أنها لم تكن منطلقة من طموحه الشخصي. ويسعى للاعتماد على «القوة الناعمة»، ودمج التمويل العربي والتكنولوجيا الأوروبية والدعم الأميركي لضمان نجاح الخطة.

تتألف خطة ترمب من 21 بنداً، من أبرزها: إنشاء سلطة انتقالية مؤقتة تحت إشراف دولي، ونزع سلاح حماس وإدارة الأمن المحلي مع قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات، وإعادة الإعمار بأسلوب اقتصادي حديث يشبه «سنغافورة على المتوسط»، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية وإدارة غرف عمليات لمكافحة الفساد والمفسدين، والإصلاح التدريجي للسلطة الفلسطينية، وتعديل المناهج التعليمية، والإشراف على الانتخابات في نهاية المرحلة الانتقالية.

أثار الرهان على بلير ردود فعل متباينة؛ إذ انتقده الفلسطينيون بوصفه شخصية إمبريالية ومرتبطة بالمغامرة الفاشلة في العراق، بينما رحب الإسرائيليون بعزيمته وقدرته على تنفيذ المهمة.

اختبار غزة

يبقى شبح العراق يلاحقه، وتظل المهمة في غزة اختباراً لقدرته على الجمع بين خبرته الدولية والتحديات المحلية في المنطقة.

أشاد بلير بالخطة، واصفاً إياها بأنها «شجاعة وذكية». وقال في بيان: «لقد عرض الرئيس ترمب خطة شجاعة وذكية، يمكن إذا تم الاتفاق عليها أن تُنهي الحرب، وتُدخل الإغاثة الفورية لقطاع غزة، وتمنح فرصة لمستقبل أكثر إشراقاً وأفضل لسكانه، مع ضمان الأمن المطلق والمستمر لإسرائيل والإفراج عن جميع الرهائن».

مشاركة المقال: