الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 04:34 PM

انتشار روبوتات الدردشة الذكية: فوائد ومخاطر تهدد خصوصية المستخدمين

انتشار روبوتات الدردشة الذكية: فوائد ومخاطر تهدد خصوصية المستخدمين

دمشق-سانا: مع التطور التكنولوجي المتسارع، أصبحت روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الملايين حول العالم، حيث تستخدم في مجالات التعليم والبرمجة، وتقديم المساعدة في مهام متنوعة. يعتبر "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، الذي أطلقته شركة "أوبن آي" (OpenAI) في أواخر عام 2022، من أبرز هذه النماذج وأكثرها استخداماً، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد المستخدمين النشطين أسبوعياً يتراوح بين 700 و800 مليون شخص.

مخاوف أمنية متزايدة

على الرغم من الانتشار الواسع، يحذر الخبراء من المخاطر المحتملة لهذه التطبيقات، مؤكدين أنها ليست فضاءات آمنة. فهي تهدد بتسريب البيانات الشخصية أو استغلالها في نشر الأخبار المضللة وشن الهجمات السيبرانية. ينصح الخبراء بتجنب مشاركة المعلومات الحساسة مع هذه الأنظمة، مثل الأسماء الكاملة، وعناوين المنازل، وأرقام الحسابات البنكية أو البطاقات الائتمانية، وكلمات المرور، والبيانات الطبية. كما يؤكدون على أهمية الاستخدام المسؤول وعدم الإفراط في الاعتماد عليها في المهام الفكرية، لما قد يسببه ذلك من ضعف في مهارات حل المشكلات.

منافسة شرسة في سوق الذكاء الاصطناعي

أشار سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة "OpenAI"، إلى أن أعداداً متزايدة من الأشخاص يستخدمون "ChatGPT" للحصول على نصائح شخصية وحتى كأداة علاجية، محذراً من مشاركة الأمور الخاصة والكشف عن الأسرار الشخصية بسبب غياب الخصوصية والحماية القانونية لهذه المحادثات. وأظهرت دراسة صادرة عن "البنك الدولي" و"جامعة رايس" أن المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي أصبحت شرسة مع دخول لاعبين جدد مثل "ديب سيك" (DeepSeek) الصيني و"غروك" (Grok) التابع لشركة إكس إيه آي (xAI)، اللذين نجحا سريعاً في حجز مكان بين الخمسة الأوائل عالمياً. ومع ذلك، حافظ "ChatGPT" على موقعه المهيمن، مستحوذاً على نحو 77% من حركة المرور العالمية لهذه الأدوات حتى نيسان الماضي. كما بينت الدراسة أن عدد زيارات "ChatGPT" الشهرية بلغ 4.5 مليارات زيارة، بزيادة كبيرة عن العام السابق، حيث تضاعف معدل الجلسات وارتفع متوسط مدتها من 7 دقائق إلى 15 دقيقة.

الفجوة الرقمية تتسع

تكشف الأرقام أيضاً عن فجوة رقمية واضحة، ففي الدول ذات الدخل المرتفع يستخدم 25% من متصفحي الإنترنت "ChatGPT"، مقابل 5.6% فقط في الدول متوسطة الدخل العليا، و3.6% في متوسطة الدخل الدنيا، بينما لا يتجاوز الاستخدام 0.3% في الدول منخفضة الدخل. ومع تعمق استخدام الذكاء الاصطناعي في الاقتصادات المتقدمة واتساع الفجوة في الاقتصادات النامية، يلوح خطر تحوله إلى مصدر جديد لعدم المساواة العالمية، ويهدد بتعميق الفجوة الرقمية العالمية.

مشاركة المقال: