الجمعة, 3 أكتوبر 2025 03:28 PM

الكويت تعود بقوة إلى أسواق الدين بإصدار سيادي ضخم بقيمة 11.25 مليار دولار

الكويت تعود بقوة إلى أسواق الدين بإصدار سيادي ضخم بقيمة 11.25 مليار دولار

أعلنت الكويت يوم الأربعاء عن إصدار سندات سيادية بقيمة 11.25 مليار دولار أمريكي، موزعة على ثلاث شرائح، وذلك في أول عودة ناجحة لها إلى أسواق الدين العالمية منذ عام 2017.

أفادت وزارة المالية الكويتية في بيان لها بأن الإصدار تضمن شريحة بقيمة 3.25 مليارات دولار لأجل 3 سنوات بسعر (+40) نقطة أساس فوق سعر الخزانة الأميركية، وشريحة بقيمة 3 مليارات دولار لأجل 5 سنوات بسعر (+40) نقطة أساس، بالإضافة إلى شريحة بقيمة 5 مليارات دولار لأجل 10 سنوات بسعر (+50) نقطة أساس.

وأوضحت الوزارة أن هذه الفوارق تعتبر أقل بكثير مقارنة بأول إصدار سيادي للكويت في عام 2017، مما يعكس جاذبية الطرح واستقرار الاقتصاد الكويتي.

كما أشار البيان إلى أن الاكتتاب تجاوز المعروض بنحو 2.5 مرة، حيث وصل سجل الأوامر إلى 28 مليار دولار، مع تخصيص أكثر من 66% من الإصدار لمستثمرين من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موزعين بين الولايات المتحدة بنسبة 26% وأوروبا والمملكة المتحدة بنسبة 30% وآسيا بنسبة 10%.

أكد وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة، صبيح المخيزيم، أن هذا الإصدار التاريخي يعكس ثقة الأسواق العالمية في قوة الكويت المالية وسياساتها الحكيمة واحتياطياتها الراسخة. وأشار إلى أن حجم الطلب والتسعير التنافسي يعكسان مكانة الكويت كمصدر سيادي متميز.

وأضاف المخيزيم أن الإصدار لا يقتصر على تلبية احتياجات التمويل فحسب، بل يعزز مكانة الكويت في الأسواق العالمية ويدعم شراكاتها مع المستثمرين الدوليين ضمن رؤية “كويت جديدة 2035”.

ويعتبر هذا الإصدار من بين أكبر الإصدارات السيادية عالمياً في عام 2025، حيث جمع أحد أضخم دفاتر الأوامر لهذا العام، مما يؤكد ثقة المستثمرين بأساسيات الاقتصاد الكويتي وبرنامج الإصلاح الطويل الأمد. قاد عملية الإصدار كل من “سيتي غروب”، “غولدمان ساكس إنترناشيونال”، HSBC، “جي بي مورغان”، و”ميزوهو” كمنسقين عالميين، بمشاركة بنك الصين والبنك الصناعي والتجاري الصيني كمديرين مشاركين.

تأتي هذه الخطوة لتسلط الضوء على تأثير إصدار السندات على الأسواق المالية العالمية، وخاصة الدولار والذهب. فإصدارات السندات المرتبطة بسعر الخزانة الأميركية تزيد من طلب المستثمرين على الدولار لشراء السندات، مما قد يدعم قوة العملة الأميركية. ومن جهة أخرى، مع جاذبية هذه السندات وعوائدها التنافسية، قد يتحول بعض المستثمرين من الذهب – الملاذ الآمن التقليدي – إلى السندات، مما قد يضغط على أسعار الذهب قليلاً. ويعكس نجاح الإصدار ثقة المستثمرين بالاقتصاد الكويتي ويقلل الحاجة إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب.

شهدت الأسواق الخليجية ارتفاعاً في مستهل تعاملات جلسة الخميس، إذ سجلت المؤشرات الكويتية مكاسب جماعية، وارتفع مؤشر سوق دبي متجاوزاً حاجز 5900 نقطة، فيما استقرت الأسواق الإماراتية عند مستويات مرتفعة.

يمنح الحضور المستمر في أسواق الدين العالمية الكويت سجلاً حديثاً لدى المستثمرين عن قدرتها على السداد، مما يعزز الثقة ويقوي مركزها في الإصدارات المقبلة. فاللجوء إلى الأسواق العالمية ليس مجرد جمع سيولة، بل وسيلة لتوسيع قنوات التمويل وتقليل الاعتماد على مصدر واحد، مما يعزز مرونة الاقتصاد أمام الأزمات، ويعكس اهتمام أميركا وأوروبا وآسيا بالكويت كوجهة آمنة وموثوقة حتى وسط تقلبات الاقتصاد العالمي.

ورغم أن الإصدار السيادي لا يؤثر مباشرة على الإيرادات النفطية، إلا أنه يخفف من اعتماد الكويت على النفط كمصدر رئيسي لتمويل الموازنة. فنجاح الطرح الدولي للسندات يوفر سيولة بالدولار تمكن الحكومة من تمويل مشاريعها الكبرى وإدارة الإنفاق العام حتى في حال انخفاض أسعار النفط. كما يعزز الإصدار من ثقة المستثمرين بالاقتصاد الكويتي، ويفتح المجال أمام استثمارات غير نفطية، ويسهم في تنويع مصادر الدخل مستقبلاً، بما يدعم استدامة المالية العامة ويقلل الضغط على الإيرادات النفطية.

تواصل صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط الإنفاق بوتيرة تفوق نظراءها عالمياً للعام الرابع على التوالي، مستحوذة على نحو 40% من إجمالي التدفقات الاستثمارية، رغم تراجع أسعار النفط.

كبيرة محللي الأسواق المالية في شركة اكيوانديكس

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: