أعلن الدكتور عبد القادر الحصرية اليوم عن استئناف مصرف سوريا المركزي لمراسلاته عبر نظام المدفوعات الدولي سويفت (SWIFT)، وذلك بعد توقف دام 14 عاماً بسبب العقوبات التي فُرضت في السابق. وقد قام بإرسال أول رسالة إلى جميع مراسلي المصرف حول العالم عبر هذا النظام.
وأكد الحصرية في تصريح لــ سانا أن هذه الخطوة تمثل محطة أساسية في إعادة دمج النظام المالي السوري في المنظومة المصرفية العالمية. وأوضح أن الهدف الرئيسي من العودة إلى سويفت هو استعادة التواصل المباشر بين مصرف سوريا المركزي والمؤسسات المالية الدولية، بعد عزلة استمرت لأكثر من عقدين.
استئناف التراسل المالي الدولي
أشار حاكم المصرف إلى أن الرسالة التي أُرسلت تعتبر إعلاناً عملياً لبدء مرحلة جديدة في السياسة المالية والاقتصادية لسوريا. وأضاف أن المصرف كان معاقباً وممنوعاً من الوصول إلى المنظومة لسنوات طويلة، وأن عودة سويفت تفتح الباب أمام إعادة بناء العلاقات مع المصارف المراسلة.
وكشف الحصرية أن أولى الرسائل أُرسلت إلى البنك الاحتياطي الأمريكي في نيويورك وتم تأكيد الاستلام، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من عقدين التي تعود فيها سوريا للتراسل المالي الدولي وفق المعايير المعتمدة عالمياً.
تأهيل الكوادر الفنية لتشغيل النظام بكفاءة
أوضح الحصرية أن الفرق الفنية في المصرف خضعت لبرامج تدريب مكثفة لتعويض النقص الناتج عن تقاعد عدد كبير من الموظفين، ولتأهيل الكوادر اللازمة لإعادة تشغيل النظام بكفاءة، مؤكداً أن هذا الجهد كان أساسياً في تحقيق هذا الإنجاز.
وعن الانعكاسات المباشرة لهذه الخطوة، بين حاكم المصرف أن المستثمرين أصبحوا قادرين على تحويل رؤوس الأموال وجلب الأرباح وقيم المستوردات، وأن المودعين سيتمكنون من استقبال الحوالات الخارجية بشكل اعتيادي، مما يعيد لمصرف سوريا المركزي دوره الطبيعي، ويوسع علاقاته الخارجية.
استعادة الاحتياطات وتطوير مكافحة غسل الأموال
أكد حاكم المركزي وجود فرصة لإعادة توظيف الاحتياطات الخارجية والحصول على عوائد منها، والعمل على استعادة الأموال المجمّدة في الخارج منذ سنوات بسبب العقوبات، بالإضافة إلى تطوير منظومة مكافحة غسل الأموال، وإرسال رسالة رسمية إلى الاحتياطي الأمريكي لفتح حساب خاص بالمصرف وتعيين مستشارين لمتابعة هذا الملف.
وفي ختام تصريحه، توجه الحصرية بالشكر إلى الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد حسن الشيباني والدبلوماسية السورية، على الدور الكبير الذي أسهم في رفع العقوبات وإعادة ربط سوريا بالنظام المالي العالمي، مؤكداً أن ما جرى اليوم هو بداية مسار جديد يعزز الثقة بالاقتصاد الوطني ويدعم خطط التعافي الاقتصادي.
يذكر أن سويفت (SWIFT) هو اختصار لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications)، وهي شبكة مالية عالمية تربط أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية في أكثر من 200 دولة، لتبادل الرسائل المالية بشكل آمن وسريع بين البنوك، وقد شكل هذا النظام العمود الفقري للتحويلات المصرفية الدولية وتسهيل حركة التجارة العالمية.
وقد توقف العمل بنظام سويفت في سوريا بسبب العقوبات المفروضة، وبعد رفع هذه العقوبات استعادت سوريا إمكانية الاستفادة من خدمات سويفت وربطها بالنظام المالي العالمي.