الإثنين, 6 أكتوبر 2025 02:53 AM

اكتشاف "وحش بحري" جوراسي جديد في ألمانيا: نوع فريد من الإكثيوصورات يكشف أسرار الحياة القديمة

اكتشاف "وحش بحري" جوراسي جديد في ألمانيا: نوع فريد من الإكثيوصورات يكشف أسرار الحياة القديمة

في إنجاز علمي بارز، كشف فريق بحثي من سويسرا وألمانيا عن اكتشاف نوع جديد من الإكثيوصورات، وهي زواحف بحرية ضخمة ازدهرت في عصر الديناصورات وما قبله، مما يسلط الضوء على خبايا الحياة البحرية التي تعود إلى ملايين السنين.

جاء هذا الإعلان عقب دراسة دقيقة لأحافير محفوظة في متحف أورفيلت-موزيوم أوبرفرانكن بمدينة بايرويت الألمانية. وقد تم تحديد هذا النوع الجديد وأطلق عليه اسم يورينوصوروس ميستلغاوينسيس.

اسم هذا الكائن المكتشف مشتق من موقع ميستلغاو في ولاية بافاريا العليا، وهو موقع جيولوجي هام يعرف بـ "حفرة الطين". ومنذ عام 1998، يشهد الموقع عمليات تنقيب منتظمة تحت إشراف المتحف المحلي، وقد أثمرت هذه العمليات عن اكتشافات هامة، بما في ذلك العينة التي أدت إلى هذا الاكتشاف.

تم العثور على بعض البقايا الأحفورية فيما يعرف بـ "ساحة معركة بيلمنيت"، حيث تتراكم بقايا رأسيات الأرجل (التي تعتبر من أقارب الحبار) والتي كانت سائدة في العصر الجوراسي.

أوضح الباحث الرئيسي غايل سبيشر من متحف جوراسيكا في سويسرا أن اختيار الاسم الجديد يأتي تكريمًا للأهمية العلمية لموقع ميستلغاو، الذي يواصل الكشف عن أسرار النظم البيئية البحرية القديمة.

اشتهرت الإكثيوصورات بأجسامها الانسيابية التي تشبه الدلافين أو التونة، وهو تكيف واضح مع الحياة في أعماق البحار. ويشترك النوع الجديد مع أقاربه من فصيلة يورينوصور في امتلاك فك علوي طويل يتجاوز الفك السفلي، مما يمنحه "عضة متقدمة" شبيهة بسمكة أبو سيف. ومع ذلك، يتميز يورينوصوروس ميستلغاوينسيس بضلوع أكثر صلابة وسمات خاصة في المفصل الرابط بين الجمجمة والعنق، مما يجعله فريدًا مقارنة بالأنواع المعروفة سابقًا.

أكد مدير متحف أورفيلت-موزيوم أوبرفرانكن الدكتور سيرجوشا إيفرز أن تسمية نوع جديد من الإكثيوصورات "تبرز القيمة الكبيرة للمجموعات الأحفورية التي يحتفظ بها المتحف"، مشيرًا إلى أنها تسهم في سد فجوات مهمة في فهم الحياة البحرية خلال العصر الجوراسي، وهي فترة ما تزال نادرة التوثيق عالميًا.

يستعد الباحثون حاليًا لإجراء المزيد من الدراسات على عينات ميستلغاو، وخاصة فحص الإصابات المحفوظة في هياكل الإكثيوصورات، مما قد يقدم أدلة جديدة حول سلوك هذه الزواحف البحرية، واستراتيجياتها في التغذية، وتفاعلاتها مع الكائنات الأخرى.

بهذا الاكتشاف، ينضم يورينوصوروس ميستلغاوينسيس إلى قائمة الاكتشافات الأحفورية التي لا تكشف عن ماضي الأرض فحسب، بل تساهم أيضًا في بناء صورة أوضح لتطور النظم البيئية البحرية عبر العصور. (DW)

مشاركة المقال: