أعلن وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة عبر منصة X عن لقائه بالسيد مظلوم عبدي في دمشق، حيث تم الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار في جميع المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا. وأكد الوزير أن تنفيذ الاتفاق يبدأ فورًا، وذلك في إطار جهود التهدئة ومنع التصعيد والحفاظ على استقرار المناطق الشمالية.
يتزامن هذا الإعلان مع ما نقلته وكالة فرانس برس عن لقاء جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في دمشق. وفي سياق متصل، نفى محافظ حلب عزام غريب الشائعات المتداولة حول فرض حظر تجول، مؤكدًا أن الحياة تسير بشكل طبيعي في مختلف أحياء المدينة. وأوضح أن العطلة تشمل المدارس والجامعات والدوائر الرسمية فقط، كإجراء احترازي لتسهيل الحركة وحماية المواطنين.
وأشار المحافظ إلى اجتماع مهم يُعقد في دمشق لبحث أوضاع حلب واتخاذ الإجراءات اللازمة، مضيفًا أن الرئيس يتابع بشكل مباشر تطورات المدينة ويولي اهتمامًا بتأمين متطلبات الأمن والسلامة للأهالي. كما أكد استمرار التواصل مع الجهات المركزية لضمان استقرار حلب وسلامة سكانها، داعيًا بالرحمة لمن فقدوا حياتهم والشفاء العاجل للمصابين.
بالتوازي مع الاجتماعات على مستوى القيادة السورية مع قائد قسد، رصد مراسل منصة سوريا 24 في حلب حركة نزوح ملحوظة للأهالي من حيي الأشرفية والشيخ مقصود خلال الساعات الماضية، عقب اشتباكات عنيفة شهدتها أطراف الحيين. وأفاد المراسل بأن عشرات العائلات غادرت المنطقة منذ الصباح الباكر نحو أحياء أكثر أمانًا داخل المدينة، وسط حالة من القلق والترقب بين السكان.
وقال أحد المدنيين، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لمراسل سوريا 24: "اضطررت إلى مغادرة الحي خوفًا على أطفالي بعد سماع أصوات الاشتباكات وإطلاق النار من جهة الشيخ مقصود"، معربًا عن أمله في أن يكون خروجه مؤقتًا إلى حين هدوء الأوضاع. فيما تحدث آخر عن مغادرته الحي خشية أن يتم تجنيده من قبل قسد، مشيرًا إلى أن المواجهات العسكرية غالبًا ما تطيح بأحلام الشباب وتجعلهم وقودًا لها.
وتشهد الأسواق منذ صباح اليوم إقبالًا كثيفًا من الأهالي على الأفران ومراكز بيع المواد التموينية، وسط إغلاق معظم المحال التجارية أبوابها بعد نفاد المواد الأساسية من رفوفها بسبب الطلب الكبير. وارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني، حيث قفزت معظم المواد بين 1500 و2000 ليرة سورية دفعة واحدة، مع تركز الإقبال على المواد الأساسية كالسكر والأرز والزيت والخبز، في مشهد يعكس حجم القلق المعيشي لدى الأهالي مع تفاقم الأزمة، بالإضافة إلى حركة نزوح جماعية للأهالي.
تأتي تلك التطورات بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري وقوات قسد، تركزت عند حاجز العوارض ومحيط دوار الشيحان، بالتزامن مع سقوط قذائف على أحياء الأشرفية والشيخ مقصود وبستان الباشا والسريان وسيف الدولة. وأسفرت تلك الأحداث، بحسب مصادر ميدانية، عن مقتل ثلاثة عناصر من قوات الأمن وإصابة آخرين، إضافة إلى مقتل مدني وإصابة أربعة بجروح متفاوتة في حي سيف الدولة، فيما أكد مشفى الرازي استقباله ست إصابات مدنية جراء القصف العشوائي الذي استهدف المدينة.