الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 07:32 PM

جامعة الجزيرة الخاصة: اعتداء طائفي على الطالب ريبال بركة وشجاعة زميل تحميه

جامعة الجزيرة الخاصة: اعتداء طائفي على الطالب ريبال بركة وشجاعة زميل تحميه

تعرّض الطالب الجامعي "ريبال بركة" لاعتداء بالضرب من قبل طلاب آخرين في جامعة "الجزيرة الخاصة"، مصحوبًا بهتافات وشتائم طائفية.

سناك سوري _ متابعات

أظهر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع هجومًا على الطالب "ريبال بركة"، وهو من قرية "عرنة" في "جبل الشيخ". تجمع عدد من الشبان عند مدخل الجامعة واعتدوا على "ريبال" بالضرب، بينما قام طالب آخر بحمايته بشجاعة فائقة في مواجهة المعتدين.

على الرغم من عدم ظهور أي تدخل من عناصر أمن الجامعة في الفيديو، أصدرت جامعة "الجزيرة"، الواقعة على "أوتوستراد درعا"، بيانًا تدين فيه الاعتداء وما تبعه من تعليقات مسيئة ومحرّضة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأكدت الجامعة رفضها القاطع لهذا التصرف، مشيرةً إلى أن الحادث وقع خارج الحرم الجامعي، وأن ما حدث لا يعكس أخلاق الشباب السوري الواعي، بحسب البيان.

ودعت إدارة الجامعة طلابها إلى الابتعاد عن خطاب الكراهية وكل ما يهدد السلم الأهلي، ونبذ التحريض على أسس طائفية أو مناطقية، حفاظًا على بناء دولة المواطنة والعدالة والمساواة. وأكدت أن المعتدين سيُحالون إلى لجنة الانضباط لتلقي الجزاء وفقًا للقوانين والأنظمة.

ونقل موقع عن مصدر مقرب من "ريبال" أن الطالب كان قد سحب تسجيله من كلية الهندسة المدنية خلال الفصل الماضي بسبب الاعتداءات الطائفية والمشاحنات في الجامعة، لكنه قرر العودة للدراسة في هذا الفصل بعد تلقيه تطمينات من إدارة الجامعة بأنه لن يتعرض لأي مضايقات.

وأوضح المصدر أن "ريبال" عاد للدوام منذ ثلاثة أيام فقط، وتعرض خلالها لمحاولات استفزاز واعتراض متكررة من مجموعة طلاب، ما دفعه لمراجعة إدارة الجامعة التي أكدت له أنه آمن ورافقه أحد عناصر أمن الجامعة أثناء مغادرته، إلا أنه تعرض للاعتداء فور اقترابه من الباص.

وبحسب المصدر، لاحقت دورية من "الأمن العام" الباص وأنزلت "ريبال" بعد اتهامه بتوجيه شتائم دينية، قبل أن يتبين للعناصر أنه كان ضحية للاعتداء، فاعتذروا منه وطلبوا منه تقديم شكوى رسمية ضد المعتدين في قسم "الصنمين"، لكن بعد المسافة دفعه للمغادرة دون تقديم شكوى.

يذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق أن تعرض طلاب من الطائفة الدرزية لاعتداءات مماثلة في جامعات "حلب" و"حمص" و"دمشق"، وانتشرت مقاطع مصورة لطلاب يحرضون بشكل علني على مهاجمة زملائهم في الجامعة بسبب انتمائهم الطائفي.

وعلى الرغم من إصدار وزارة التعليم العالي تعميمًا ينص على منع ومحاسبة كل من يساهم في خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، فإنها لم تتخذ إجراءات محاسبة واضحة بحق مرتكبي الاعتداءات في عدد من الجامعات الحكومية.

تكشف الحادثة عن مؤشر خطير لتحول الجامعات من مراكز أكاديمية يفترض أنها مصدر لنشر الوعي والفكر والانفتاح على الآخر، إلى ساحة للاعتداءات الطائفية وحوادث العنف والأفكار المتطرفة، ما يستدعي تحركًا جديًا من وزارة التعليم العالي سواءً لناحية محاسبة المعتدين بشكل واضح، أو لناحية العمل على ترسيخ الوعي واستعادة مكانة الجامعات كمصدر لتخريج أصحاب الفكر الواعي الحر.

مشاركة المقال: