الأربعاء, 8 أكتوبر 2025 01:50 AM

يوم علمي في دمشق للتوعية بسرطان الثدي: جهود مكثفة للكشف المبكر

يوم علمي في دمشق للتوعية بسرطان الثدي: جهود مكثفة للكشف المبكر

أقامت الهيئة العامة لمستشفى الزهراوي التابع لوزارة الصحة بدمشق يومًا علميًا ضمن فعاليات حملة التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي ودعم المرأة في مواجهته. وشهدت الفعاليات، التي حضرتها عنب بلدي اليوم الثلاثاء 7 من تشرين الأول، إلقاء محاضرات متنوعة حول واقع سرطان الثدي في سوريا، والتصنيف الحديث للمرض من وجهة نظر التشريح المرضي، بالإضافة إلى مناقشة سرطان الثدي والمبيض الوراثي، والقواعد الأساسية في التشخيص الشعاعي لأمراض الثدي، وأحدث استراتيجيات العلاج.

وكانت وزارة الصحة السورية قد أطلقت حملة توعية وطنية حول سرطان الثدي تحت شعار "وعيك حياة"، بالتزامن مع بداية شهر تشرين الأول، الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي (الشهر الوردي).

خدمات التوعية والفحص المبكر

ركزت جهود وزارة الصحة السورية خلال "الشهر الوردي" على توعية المجتمع بسرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر، خاصةً لدى النساء، وتوفير الرعاية الطبية لمرضى سرطان الثدي، وتعليم السيدات طرق الفحص الذاتي، بالإضافة إلى الفحوصات التي تُجرى في المراكز والمستشفيات التابعة للوزارة، وفقًا لتصريح مدير صحة دمشق، وائل دغمش، لعنب بلدي.

وأوضح دغمش أن جميع المراكز الصحية العامة تجري الفحص المبكر بشكل مجاني أو شبه مجاني، وأن ستة مراكز تجري تصوير الماموغرام للحالات المشتبه بها، والتي تُحال إلى المستشفيات في حال الاشتباه بالإصابة بسرطان الثدي.

وأشار دغمش إلى الدور الفعال الذي تقوم به المستشفيات التابعة لوزارة الصحة ومديرية صحة دمشق، مثل مستشفى "الزهراوي" و"المجتهد" و"ابن النفيس" و"الهلال الأحمر"، في إنجاح الحملة، مؤكدًا أن جميع الخدمات الطبية المقدمة في هذه المستشفيات مجانية.

وأكد على الإقبال الجيد من النساء على فعاليات الحملة، معتبرًا هذا الشهر تذكيرًا لهن بمتابعة حالاتهن والتوعية بأهمية الفحص الدوري، مشيرًا إلى أن سوريا لديها الإمكانات اللازمة وأن الوزارة تسعى لتطويرها ومواكبة التطورات العالمية.

من جانبه، أوضح رئيس دائرة برامج الصحة العامة في مديرية صحة دمشق، شادي النجار، لعنب بلدي، أن تخصيص هذا الشهر هو أمر رمزي، ويتم استثماره لتكثيف توعية السيدات بضرورة إجراء الفحوص الذاتية بشكل دوري، والتوجه إلى المراكز الصحية والمستشفيات عند الشعور بأي أعراض.

وأضاف أن برامج التثقيف الصحي مستمرة بشكل دائم، وتُعد أحد أهم البرامج في دائرة الصحة العامة، وتشمل برامج تتعلق بالصحة الإنجابية والكشف عن الأورام السرطانية، ويتم توزيع "البروشورات" و"البوسترات" على العيادات المتخصصة لاستهداف أكبر شريحة.

أهمية التوعية والفحص المبكر

أكد مدير مستشفى "الزهراوي" واختصاصي التوليد وأمراض النساء وجراحتها، الدكتور نضال مفتاح، لعنب بلدي، أن المستشفى يقيم هذه الحملة سنويًا بشكل مجاني للسيدات، بالإضافة إلى اليوم العلمي لتوعيتهن بأهمية الفحص الدوري، والذي يساعد في اكتشاف أية آفات قد لا تعرف بها المريضة.

وأشار مفتاح إلى أن نسبة الوعي تزداد عامًا بعد عام، نظرًا لزيادة أعداد السيدات اللاتي يأتين للفحص، وأن بعض السيدات يأتين مع أقربائهن عند علمهن بالإصابة، باعتبار المرض وراثيًا، كاشفًا أن نسبة الإصابة السنوية بسرطان الثدي تتراوح بين 4 و 5% تقريبًا.

وحول الفرق بين الورم الحميد والورم الخبيث (سرطان الثدي)، أوضح مفتاح أن العارض الأساسي هو الكتلة التي تكتشفها السيدة خلال الفحص الذاتي، ويتم التمييز بين الإصابتين من خلال الفحوصات والتحاليل، والبدء بالعلاج المناسب.

وحول أهمية الفحص المبكر، أشار اختصاصي التوليد وأمراض النساء وجراحتها في مستشفى "الزهراوي" الدكتور رفائيل عطا الله، لعنب بلدي، إلى أن كلًا من سرطاني الثدي والمبيض الوراثي لهما عامل وراثي، ما يستدعي إجراء الفحوصات في عمر مبكر عند وجود سوابق عائلية للإصابة.

وأوضح عطا الله أنه في حالة وجود السرطان الوراثي، تتم الفحوصات في عمر مبكر. وحول خطورة إصابة المرأة الحامل بسرطان الثدي، قال عطا الله إن الإصابة غالبًا ما تحدث في أعمار متقدمة، وهي نادرة في الأعمار الصغيرة التي تتزامن مع سن الإنجاب.

من جهته، أشار اختصاصي الجراحة العامة والاستشاري في جراحة الثدي الدكتور منذر حسان بركات، لعنب بلدي، إلى أن سرطان الثدي لم يعد حالة عامة، بل لكل مريضة حالة خاصة تحتاج لخطة علاج مختلفة.

وأوضح أنه يجري العمل على إعداد أرشيف طبي شامل لتوثيق ومتابعة حالات المرضى، وتحديثه بشكل مستمر وفق أحدث المعلومات والمعطيات الطبية. وكشف بركات أنه لا توجد نسب دقيقة عن حالات الشفاء من سرطان الثدي في سوريا، ويتم العمل حاليًا على تحديد هذه النسبة، منوهًا إلى أنه في حالة الكشف عن الإصابة في المرحلة الأولى والثانية، فإن نسب التعافي تتجاوز 98%.

وحول عمليات استئصال الثدي، ذكر بركات أن هناك عمليات جراحية ضمن خطة العلاج، يمكن فيها المحافظة على وجود الثدي وعدم استئصاله، مبينًا أنه كلما كان الورم صغيرًا (مكتشف حديثًا) تكون جراحته أصغر وأكثر نجاحًا، وأن المرحلة التي تسبق عمليات الاستئصال هو إقناع المريضة، ودعمها نفسيًا.

وتحدث الاختصاصي الأول في التشريح المرضي في سوريا، الدكتور محمد إياد الشطي، خلال محاضرته عن أحدث المستجدات في تصنيف سرطان الثدي من منظور التشريح المرضي، مشيرًا إلى إمكانية استخدام الخزعة السائلة كوسيلة فعالة وآمنة وغير مكلفة في التشخيص ووضع خطة العلاج والمتابعة.

التشخيص الشعاعي

استعرض رئيس قسم الأشعة في مستشفى "الزهراوي"، الدكتور فادي بالي، في حديث إلى عنب بلدي، أهمية الفحص الدوري والكشف المبكر عن سرطان الثدي، قبل أن يصل حجم الورم الخبيث إلى قياس لا يمكن معالجته، إذ إن اكتشاف الورم عند قياس أقل من نصف سنتمتر، يساعد في علاجه واستئصاله.

وأوضح بالي أن الفحص الدوري يعتمد على عدة أجهزة، لا يتوفر في سوريا إلا جزء منها، وهي "المامو غرافي" البسيط، و"ألترا ساوند"، بالإضافة لأجهزة "الإيكو" الشعاعية، وتصل نسبة الكشف عبر هذه الأجهزة إلى 78%، والتي اعتبرها نسبة جيدة، وفي حال وجود أجهزة أكثر حداثة يمكن أن تصل نسبة الشفاء إلى 95%.

وأضاف أن هذا النوع من السرطانات عادة ما تحصل فيه المريضة على الشفاء التام، في حالة الكشف المبكر عنه، وقراءة الحالة بشكل خبير من قبل الاختصاصيين، مشيرًا إلى أنه رغم التكلفة المادية للمواد التي يتم استخدامها لإجراء الفحوصات، فإن المراكز والمستشفيات التابعة للقطاع العام ما زالت تقدمها بشكل مجاني أو بأسعار رمزية.

وأوضح أن تصوير الثدي الشعاعي (الماموغرافي) يجرى لكل السيدات بعمر الـ 40 سنة فما فوق كل سنتين، كما يتم إجراؤه للنساء بعمر أصغر من الـ 40 سنة في العائلات عالية الخطورة ووفق استشارة الطبيب. أما تصوير الثدي بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو غرافي)، فيجرى لكل النساء بأي عمر، ودون تحديد للوقت لسلامته وأمانه.

أعراض مبكرة

استعرضت المسؤولة عن الحملة في مستشفى "الزهراوي"، الدكتورة المقيمة سلام السليمان، خطوات الكشف المبكر عن سرطان الثدي والتي تبدأ بالفحص الذاتي للثديين، الذي يساعد في التعرف على ملمس وطبيعة الثديين، ويتم إجراؤه كل شهر في الأسبوع الثاني بعد الدورة الشهرية، أو في أي وقت من الشهر في حال انقطاع الدورة الشهرية لدى السيدة، منوهة إلى ضرورة المسارعة في طلب الاستشارة الطبية عند ملاحظة أي تغير جديد وغير متناظر عند فحص الثديين.

وذكرت السليمان أن العلامات التي تستوجب الاستشارة الطبية هي:

  • تغيّر شكل أو تناظر الثديين المتعلقة بالحجم.
  • تجعد جلد الثدي، و تغير لونه.
  • تغير في شكل حلمة الثدي.
  • ظهور إفرازات غير طبيعية.
  • وجود كتلة قاسية غير قابلة للحركة.
  • ملاحظة كتل أو عقد تحت الإبط.

يصيب الرجال أيضًا

أكدت المسؤولة عن الحملة في مستشفى "الزهراوي"، الدكتورة المقيمة سلام السليمان، أن سرطان الثدي لا يصيب فقط السيدات المتزوجات، وإنما الفتيات أيضًا، كما من الممكن إصابة الرجال به ولكن بنسب ضئيلة جدًا.

وأوضح رئيس قسم الأشعة في مستشفى "الزهراوي"، الدكتور فادي بالي، أنه يمكن تشخيص سرطان الثدي لدى الرجال عبر جهاز "المامو غرافي"، مؤكدًا أنه في حال وجود آفات مرضية أو آفات كتلية في الثدي عند الرجال، عادة ما تكون أقرب للسلامة أو نوع من "التثدي".

وأشار بالي إلى أن أغلب حالات السرطان لدى الرجال، تكون حالات انتقالية من مكان آخر وليست حالات مبدئية، وأنه لا يوجد اختلاف بنسبة الشفاء بين الرجال والسيدات، لكن يمكن أن تكون النسبة أقل بشكل بسيط عند الرجال، كونه حالة انتقالية.

يقدم مستشفى "الزهراوي" في دمشق خدمات واستقصاءات طبية للسيدات المراجعات عبر عيادة جراحة الثدي، إضافة إلى قسم الأشعة المزوّد بأجهزة الإيكو والماموغرام التي تعمل على مدار العام.

سرطان الثدي.. معلومات وإشاعات
مشاركة المقال: