مع تباشير قدوم موسم قطاف الزيتون، تبدأ رحلة ينتظرها الفلاحون بشوق، رحلة تجمع بين المشقة والجمال في جني محصول يحمل أبعادًا استراتيجية واقتصادية هامة في حياة الفلاح والاقتصاد الوطني.
مع بداية أيام تشرين، تنطلق الاستعدادات لقطاف الزيتون، حيث يتم تجهيز الأدوات والتحضير للموسم الذي يكتسب أهمية خاصة لدى الجميع. فالانتظار السنوي لهذه الفترة الهامة قد حان، وهو موسم بالغ الأهمية لسكان القرى والبلدات في مناطق الساحل وحمص وحماة وإدلب وحلب وريف دمشق ودرعا.
يعتبر الزيتون مصدرًا أساسيًا لتلبية احتياجاتهم من زيت الزيتون وثماره، والتي تدخل في تحضير أصناف المونة الشتوية مثل "الزيتون المكسور والمكلوس"، والتي تعتمد عليها العائلات خلال فصل الشتاء.
لا شك أن موسم القطاف يتطلب جهودًا كبيرة من الفلاح، الذي يتحمل أعباء وتكاليف التحضيرات لعملية القطاف، بما في ذلك تكاليف العمال وأجورهم، والتعبئة والنقل وصولًا إلى المعصرة، التي لها حساباتها الخاصة، أو إلى السوق لبيعه.
لذا، فإن الدعم الزراعي يعتبر ضروريًا لتخفيف العبء على الفلاحين وتحسين عملية وجودة القطاف والتعبئة والنقل، وحتى عمليات العصر ونوعيات المعاصر وتجهيزاتها، بهدف إنتاج زيت زيتون عالي الجودة.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم تكثيف حملات التوعية والتثقيف الإعلامي وتقديم الإرشادات اللازمة لضمان سلامة وجودة عمليات القطاف، وتحديد مواعيد القطاف والأوقات المناسبة.
قطاف الزيتون هو تقليد سنوي متوارث يجمع الفلاحين والأسرة في صورة رائعة من التعاون والتكاتف والعمل الجماعي، ونأمل أن يخرج بأجمل الصور والإنتاج الوفير والموسم المبارك.
(اخبار سوريا الوطن-2)