دليل "محاط بالحمقى": اكتشف الأنماط الأربعة للسلوك البشري وكيفية التعامل معها بفعالية

كم مرة شعرت أنك تتحدث مع شخص وكأنك تتعامل مع شخص من كوكب آخر؟ أو واجهت صعوبة في فهم لماذا يتصرف الآخرون بطريقة تبدو غريبة أو غير منطقية بالنسبة لك؟ كتاب "محاط بالحمقى" لتوماس إريكسون يعالج هذه الأسئلة بطريقة جديدة وعملية، حيث يقسم الشخصيات البشرية إلى أربعة أنماط سلوكية يتمثل كل منها بلون مميز: الأحمر، الأصفر، الأخضر، والأزرق. عبر فهم هذه الأنماط، يساعدنا الكتاب على تحسين علاقاتنا وتواصلنا مع الآخرين، سواء في الحياة الشخصية أو العملية.

الفصل الأول: الشخصية الحمراء – القيادة والسيطرة

يتناول هذا الفصل الشخصية الحمراء، التي تُمثل الأفراد الأقوياء وحازمي الرأي، الذين يركزون على تحقيق النتائج والوصول إلى الأهداف بأقصر الطرق. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يتخذون القرارات بسرعة وبدون تردد، ويحبون قيادة المشاريع ويشعرون براحة في تحمّل المسؤوليات.

صفات بارزة: الشخصية الحمراء تعشق التحدي ولا تخشى المخاطرة، وتفضل الوضوح والصراحة في التعامل. يميل أصحابها للتصرف بصرامة، وقد يبدون أحيانًا متحكمين أو حتى قساة، ولكنهم يعتمدون على عقلية الإنجاز ويتوقعون الالتزام من الآخرين. بالنسبة لهم، الوقت هو الأهم ولا مكان للمماطلة.

كيف نتعامل معهم؟ عند التعامل مع شخصية حمراء، من الأفضل أن تكون مباشرًا وواضحًا، وألا تضيع الوقت في الأمور الثانوية. ضع في اعتبارك أن هذا النوع من الشخصيات قد لا يبدي اهتمامًا بمشاعر الآخرين بقدر اهتمامه بالنتائج. لكن، في المقابل، يقدرون التحديات ويستجيبون جيدًا للتواصل الجاد والهادف.

مثال: يمكنك أن تتخيل مديرًا في عمله يوجه فريقه بكلمات واضحة وتوقعات محددة. قد يقول: “لدينا هدف زمني، لننجز المهمة بسرعة.” هو يعرف ماذا يريد ولا يقبل بأقل من تحقيقه، وقد لا يفضل التفاصيل أو النقاشات الجانبية.

الفصل الثاني: الشخصية الصفراء – الاجتماعية والإبداعية

الشخصية الصفراء تمثل الأشخاص الذين يجلبون الطاقة والحماس إلى أي مكان يوجدون فيه. هؤلاء الأشخاص اجتماعيون جدًا، يزدهرون في المواقف الاجتماعية ويحبون التواصل والتفاعل مع الآخرين. غالبًا ما يكون لديهم أفكار جديدة ومبتكرة، ويتميزون بالنظرة الإيجابية وروح الدعابة.

صفات بارزة: الشخصية الصفراء محبوبة ومحببة لدى الناس، تميل للتفكير الإبداعي والمرونة، وتحب الاستكشاف. ومع ذلك، قد تكون أقل انتظامًا وتفانيًا في إنجاز المهام الروتينية، وقد يواجه أصحابها صعوبة في الالتزام بالمواعيد النهائية بسبب حبهم للتجديد وعدم التقيد.

كيف نتعامل معهم؟ عند التواصل مع الشخصية الصفراء، كن مرحًا واجعل النقاش مفتوحًا للأفكار. حاول تشجيع إبداعهم وتقديم فرصة لهم للحديث وإظهار حماسهم، ولكن قد تحتاج أحيانًا لتذكيرهم بالالتزام بالمهام والانضباط.

مثال: زميل عمل مليء بالأفكار المبدعة، دائمًا ما يقدم حلولًا مبتكرة، ويحب العمل الجماعي، لكنه قد يتأخر أحيانًا في تسليم مهامه. وجوده في الفريق يخلق جوًا من الإيجابية، ويشجع الآخرين على التفكير خارج الصندوق.

الفصل الثالث: الشخصية الخضراء – الودودة والمستقرة

الفصل الثالث يسلط الضوء على الشخصية الخضراء، التي تمثل الأفراد الأكثر استقرارًا وودًا. هؤلاء الأشخاص يهتمون بالسلام والتعاون، وغالبًا ما يسعون للحفاظ على علاقات هادئة ومستقرة مع الآخرين. يجدون الراحة في روتينهم ويميلون للبقاء بعيدًا عن التوترات.

صفات بارزة: الشخصية الخضراء تتصف بالصبر والمرونة، وتميل للهدوء والاستقرار. أصحاب هذه الشخصية يستمعون للآخرين بعناية، ويحبون تقديم الدعم. رغم كونهم متحفظين، إلا أنهم يمكن الاعتماد عليهم، لكن قد يتجنبون أحيانًا المواقف التي تتطلب مواجهة مباشرة.

كيف نتعامل معهم؟ عند التواصل مع شخصية خضراء، كن داعمًا وتجنب المواجهات الحادة. احترم صبرهم ومرونتهم، ولا تتوقع منهم اتخاذ قرارات سريعة. هؤلاء الأشخاص يقدرون الحوار الهادئ والبيئة الآمنة.

مثال: موظف يتميز بالاستقرار في عمله، يقدم الدعم لزملائه دائمًا ويحرص على أن تكون البيئة خالية من الصراعات. يفضل أن يكون مساعدًا أكثر من أن يكون في موقع القيادة، ويجيد التعامل مع الآخرين بلطف.

الفصل الرابع: الشخصية الزرقاء – التحليلية والمنظمة

أخيرًا، يناقش هذا الفصل الشخصية الزرقاء، التي تمثل الأفراد المحبين للدقة والنظام. أصحاب هذه الشخصية يحبون التحليل العميق والتفكير المنطقي، ويأخذون الوقت الكافي لجمع المعلومات وتقييمها قبل اتخاذ أي قرار. هذه الشخصيات تركز بشدة على التفاصيل وتسعى للكمال في كل شيء.

صفات بارزة: الشخصية الزرقاء دقيقة ومنظمة، تميل للتخطيط وترتيب كل خطوة قبل تنفيذها. يعشقون النظام ويحرصون على التحليل المنطقي، مما قد يجعلهم يبدون مترددين في اتخاذ القرارات بسرعة، لكنهم يتأكدون من صحة معلوماتهم وجودة قراراتهم.

كيف نتعامل معهم؟ عند التعامل مع الشخصية الزرقاء، كن مستعدًا لمناقشة التفاصيل وقدم المعلومات الكافية لدعم قراراتك. لا تتوقع منهم الاستجابة العاطفية أو الانفعالية؛ بل ركز على المنطق والحقائق.

مثال: يمكنك أن ترى هذه الشخصية في محلل مالي أو باحث، يركز بدقة على البيانات والتفاصيل قبل أن يضع خطته. لا يتخذ القرارات قبل أن يتحقق من كل الاحتمالات، ويحب الوثائق والتخطيط المنهجي لضمان جودة عمله.

كتاب “محاط بالحمقى” يقدم لنا نظرة شاملة عن كيفية تعاملنا مع مختلف الشخصيات، ويوضح أنه لا يوجد نمط “أفضل” من الآخر، بل يعتمد الأمر على المواقف والبيئة.