الخميس, 9 أكتوبر 2025 06:20 PM

بطرس المعري: الفن مرآة تعكس وجع وأمل الإنسان السوري والعربي

بطرس المعري: الفن مرآة تعكس وجع وأمل الإنسان السوري والعربي

دمشق-سانا: يعتبر الفنان التشكيلي السوري بطرس المعري من أبرز الفنانين الذين جسدوا في أعمالهم ملامح الواقع الإنساني السوري والعربي، مستلهماً التراث الشعبي ومعبراً بلغة تجمع بين السخرية والتراجيديا.

من غزّة إلى صيدنايا:

أوضح المعري في حديثه لمراسل سانا أن معرضه الأخير "سلام عليكِ" الذي أقيم في عمّان خلال نيسان الماضي، استوحى فكرته من معاناة الشعب الفلسطيني، وخاصة في غزة، حيث رسم لوحات تجسد النساء المنتظرات والأمهات المتمسكات بالأمل والعودة، مؤكداً أن الفن موقف إنساني قبل أن يكون ترفاً. وفي معرضه الآخر في باريس بعنوان "صيدنايا مدينتي الجميلة"، أشار المعري إلى أنه أراد التذكير بجمال مسقط رأسه، وأنها مدينة سورية عريقة يغلب عليها الطابع الريفي، لا أن يختزل اسمها بالسجن المعروف، وعرض فيه لوحات تبرز طبيعة البلدة وتاريخها، إضافة إلى أعمال تعبر عن معاناة السجناء والمفقودين.

هوية فنية تنطلق من التراث:

يرى المعري أن الشخصية الشعبية الشامية التي يعتمدها في عدد من لوحاته، تتسم بروح تجمع بين الجد والهزل، لتقريب الفن من الناس وتحفيز تفاعلهم، ويشير إلى أن الفن بالنسبة له تجربة روحية وليس تلقيناً ولا وعظاً، بل وسيلة لحفظ الذاكرة ومواجهة التشوه الذي أصاب الإنسان والمكان نتيجة الحروب والتغييب الثقافي.

الطباعة اليدوية وإحياء الحرف:

وفيما يخص استخدامه تقنية الطباعة بالقوالب الخشبية، أوضح المعري أنه لجأ إليها بهدف إحياء الحرف التقليدية وتقديمها بروح معاصرة، بعد أن تعاون مع حرفي في حماة للحفاظ على هذا التراث الفني الجميل.

بين العمل والإبداع:

اعتبر المعري، الذي يزاوج بين مواضيع مختلفة تبعاً لمزاجه الفني، أن التنوع في المعارض يمنح المتلقي متعة بصرية أوسع. أما عن سوق الفن السوري، فرأى أنه بحاجة إلى مبادرات تشجع على الإنتاج والعرض، ولا سيما عند الفنانين الشباب الذين لهم دور مهم في تطوير المشهد الفني من خلال خبراتهم ومعارفهم الجديدة.

الفن رسالة حياة:

يرى المعري أن للفن دوراً علاجياً في ظل الأزمات، فهو أداة لبث الأمل في المجتمع وبناء النفس قبل إعادة إعمار الحجر، لأن الفن كما يقول، ليس ترفاً بل حاجة إنسانية أساسية.

يذكر أن بطرس المعري من مواليد دمشق عام 1968، تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1991، وحصل على الدكتوراه في فن الكتاب المصور من باريس عام 2006، قبل أن يهاجر إلى ألمانيا عام 2013 حيث يقيم حالياً في هامبورغ.

مشاركة المقال: