نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر رسمي سوري وصفته بـ"المطلع" أن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، سيزور موسكو، الأربعاء 15 من تشرين الأول. وذكرت الوكالة أن الشرع سيطلب رسميًا تسليم رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، اللاجئ في موسكو، لمحاكمته بتهم تتعلق بارتكاب جرائم بحق السوريين.
كما سيجري الرئيس السوري مباحثات حول وجود القاعدتين الروسيتين في سوريا، الجوية في حميميم باللاذقية، والبحرية في طرطوس، بحسب "رويترز".
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، نقلت وسائل إعلام روسية خبر الزيارة عن "رويترز" ووسائل إعلام محلية، دون تأكيد أو نفي. وتأتي الزيارة بالرغم من تأجيل القمة العربية- الروسية، التي كان من المفترض أن تقام الأربعاء، إلا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أجّل انعقادها لوقت لم يحدده، بسبب الأوضاع في غزة، واجتماع بعض الزعماء في مدينة شرم الشيخ المصرية.
منحت موسكو اللجوء لبشار الأسد وعائلته، عقب هروبه من دمشق، فجر 8 من كانون الأول 2024، إبان دخول قوات المعارضة إلى مشارف المدينة، بعد عملية عسكرية استمرت 11 يومًا، وهدفت للإطاحة به. ومنذ ذلك الحين، يكتنف الغموض حياة بشار الأسد، إذ لم يظهر علنًا إلى وسائل الإعلام، باستثناء بيان نسب إليه، نشر على معرفات رئاسة الجمهورية، يتحدث عن لحظة هروبه من دمشق إلى مطار حميميم في اللاذقية، ثم إلى موسكو، وحذف البيان لاحقًا.
وبحسب ما أشارت إليه عدة تقارير إعلامية، يعيش الأسد وعائلته في شقق فارهة يملكها في موسكو، ومحاط بتدابير أمنية مشددة. وسرت إشاعات حول محاولات لاغتيال للأسد بالسم، إلا أن الحكومة الروسية نفت ذلك على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، الاثنين 13 من تشرين الأول.
من جانبه، قال الرئيس السوري، الشرع، إن حكومته "ستستخدم كل الوسائل القانونية الممكنة للمطالبة بتقديم بشار الأسد للعدالة"، في حديثه خلال مقابلة بثتها شبكة "CBS" الأمريكية، الاثنين. وقال الشرع إن "الدخول في صراع مع روسيا الآن سيكون مكلفًا جدًا لسوريا، ولن يكون في مصلحة البلاد".
وتستبعد روسيا في المرحلة الحالية تسليم بشار الأسد، ففي 3 من نيسان الماضي، قال السفير الروسي في بغداد، ألبروي كوتراشيف، إن من شروط إقامة الرئيس المخلوع في موسكو ألا يكون له أي نشاط إعلامي أو سياسي، وأن له حق اللجوء في موسكو وتسليمه غير وارد.
من جانب آخر، تجري مفاوضات بين دمشق وموسكو حول وجود قاعدتي "حميميم" ومرفأ "طرطوس"، غربي سوريا. وكالة "سبوتنيك" الروسية، نقلت عن لافروف، أن "سوريا مهتمة بالحفاظ على القواعد العسكرية الروسية في طرطوس وحميميم، والتي يمكن إعادة توظيفها كمراكز إنسانية".
وتربط الحكومة السورية الحالية بقاء القواعد الروسية بمصالح سوريا والشعب السوري، وفق قولها. وبالرغم من مساندة روسيا للأسد خلال السنوات الماضية، في حربه ضد فصائل المعارضة، ومنها "هيئة تحرير الشام" (نواة السلطة السياسية والعسكرية في سوريا الآن) تسير العلاقة بين دمشق وموسكو بمستوى دبلوماسي هادئ.
كما تبادل الطرفان عدة زيارات، أحدثها حتى لحظة كتابة المادة، كانت في 2 من تشرين الأول الحالي، إذ زار وفد من وزارة الدفاع السورية العاصمة الروسية موسكو، في سياق تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين، بحسب وزارة الدفاع السورية. وترأس وفد الوزارة رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء علي النعسان، وزار الوفد "الحديقة العسكرية الوطنية المركزية للقوات المسلحة الروسية"، واطّلع على منظومات الدفاع الجوي، والطائرات المسيرة الاستطلاعية والقتالية المذخرة، إضافة إلى المعدات العسكرية الثقيلة، وذلك في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات.
وفي 9 من أيلول الماضي، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وفدًا روسيًا برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، بدمشق. واعتبر الشيباني أن علاقة سوريا وروسيا "عميقة ومرت بمحطات صداقة وتعاون، لكن لم يكن التوازن فيها حاضرًا"، مشيرًا إلى أن "الدعم الروسي الصريح" لمسار سوريا الجديد سيكون خطوة في مصلحة سوريا والمنطقة بأسرها. وسبقها زيارة للشيباني إلى موسكو، في 31 من تموز الماضي، الذي التقى نظيره لافروف، والرئيس الروسي.