الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 05:03 PM

نهر عيشة: حي دمشقي يصارع الإهمال وغياب الخدمات الأساسية

نهر عيشة: حي دمشقي يصارع الإهمال وغياب الخدمات الأساسية

يقع حي نهر عيشة على أطراف دمشق، لكنه يعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية. يواجه السكان، الذين يبلغ عددهم الآلاف، تحديات كبيرة تشمل تلوث مياه الصرف الصحي، وانقطاع المواصلات، ونقص المراكز الصحية والمدارس المجهزة. يناشد الأهالي الجهات المعنية التدخل الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الحي المنسي.

مدارس تفتقر إلى الكهرباء والتجهيزات:

تقول ملكة محمد المحمد، وهي معلمة وإدارية في مدرسة نهر عيشة، إن الإضاءة في المدرسة ضعيفة للغاية، وتعتمد على بطارية بالكاد تضيء. يواجه الأطفال صعوبة في رؤية اللوح، وتضطر المعلمات إلى القراءة بصوت عالٍ. كما تعاني المدرسة من نقص الأدوات التعليمية والأوراق والأقلام، بالإضافة إلى المقاعد المكسرة. وتضيف أن الكادر التعليمي يضطر للذهاب إلى منطقة الدحاديل لطباعة أوراق الامتحانات بسبب عدم وجود آلة تصوير، وغالبًا ما تتحمل المعلمات تكاليف الطباعة.

الصرف الصحي يغرق المنازل:

توضح الصيدلانية أسماء، من سكان الحي، أن مشكلة الصرف الصحي هي الأخطر، حيث تغمر مياه المجاري الشوارع وتفيض إلى داخل المنازل. وتضيف أن جميع بيوت نهر عيشة متضررة، وأن الروائح لا تطاق. وعندما يراجع السكان المحافظة، يعتذر المسؤولون بحجة أن المنطقة مشمولة بقانون 66 وستدخل التنظيم، مما يؤخر أي إصلاحات جذرية.

مركز صحي اسميًا فقط:

تصف أسماء الوضع الصحي بأنه كارثي، فالمستوصف عبارة عن بناء مستأجر رطب ومتهالك، يفتقر إلى الأجهزة والأدوية والإضاءة. كما لا تتوفر الأدوية المزمنة، مثل أدوية السكري والضغط، ولا توجد أدوات طبية أساسية. وتطالب بإقامة غرف مسبقة الصنع كمركز صحي بديل، نظرًا لتجاوز عدد سكان الحي 11 ألف نسمة.

عزلة خدمية ومواصلات مقطوعة:

يعاني الأهالي أيضًا من انقطاع المواصلات عن أجزاء كبيرة من الحي. فالسرافيس لا تصل إلى كامل المنطقة، وتنتهي عند جامع الجولان، مما يصعب على كبار السن والمرضى الوصول إلى وجهاتهم.

انقطاع الإنترنت وضعف التعليم الجامعي:

تشير المعلمة إلى أن ضعف شبكة الإنترنت يزيد من معاناة الطلاب، خاصة طلاب الجامعات الذين يعتمدون على التعليم الإلكتروني.

منطقة منسية بلا بلدية ولا خدمات:

يعيش سكان نهر عيشة حالة من العزلة الإدارية، فالحي غير تابع لأي بلدية واضحة، ولا يضم مركزًا ثقافيًا أو ثانوية عامة. وتقول ملكة إن حتى تسجيل الطلاب في مدارس دمشق المجاورة يحتاج إلى واسطة.

مخاطر يومية وملف إنساني منسي:

وجه الأهالي نداءً إنسانيًا لتسليط الضوء على أبناء المعتقلين الذين استشهدوا تحت التعذيب، موضحين أن أطفالهم يعانون من الفقر والتهميش. وتأمل ملكة في تقديم دورات تدريبية لهم في الخياطة أو التمريض، ودعم زوجات المعتقلين بدورات مهنية تساعدهن على إعالة أسرهن بكرامة.

في نهر عيشة، تتداخل معاناة الخدمات مع معاناة الإنسان، ويعيش الأهالي على أمل أن يصل صوتهم إلى المسؤولين، وأن تتحول وعود التنظيم والإصلاح إلى واقع ملموس.

مشاركة المقال: