الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 04:15 PM

زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو: تعزيز السيادة السورية وتوازن العلاقات الدولية

زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو: تعزيز السيادة السورية وتوازن العلاقات الدولية

تأتي زيارة الرئيس أحمد الشرع المرتقبة إلى موسكو اليوم في مرحلة دقيقة بالنسبة للسياسة الخارجية السورية. لطالما سعت الإدارة السورية الجديدة إلى بناء علاقات متينة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، مع الحفاظ على مصالح الشعب السوري واستقلالية قراره السيادي.

يرى الخبراء أن أحد الأهداف الاستراتيجية لهذه الزيارة هو تجنب الانخراط في سياسات المحاور الإقليمية والدولية التي قد تضر بمصالح سوريا. فالعلاقات مع روسيا لا تعني بالضرورة قطع العلاقات مع الأطراف الأخرى، بل هي محاولة لتحقيق توازن في العلاقات مع القوى الكبرى دون الوقوع في صراعات تهدد الاستقلالية الوطنية. يبدو أن الرئيس الشرع يحرص على توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن سوريا تسعى إلى سياسة خارجية متوازنة تعتمد على الانفتاح على جميع الدول، مع الحفاظ على استقلالية القرار الوطني.

وفي تصريح خاص لـ"الوطن"، أوضح الدكتور رائق شعلان، المتخصص في القانون الدولي، أن "زيارة الرئيس الشرع إلى موسكو تعتبر تطوراً هاماً وحدثاً بارزاً في السياسة الخارجية السورية، وتعكس رغبة دمشق في إعادة بناء العلاقات مع روسيا الاتحادية على أسس جديدة تراعي المصالح المتبادلة لكلا الطرفين".

وحول أهمية روسيا ودورها، أشار شعلان إلى أن دمشق "تدرك الأهمية التاريخية للدور الروسي في المنطقة بشكل عام وبالنسبة لسوريا بشكل خاص، وهنا تكمن أهمية هذه الزيارة في توظيف الدبلوماسية بما يخدم المصالح السورية العليا داخلياً وخارجياً". وأضاف أن "مصلحة سوريا تقتضي التعاون مع روسيا في قطاعات متعددة، لا سيما العسكرية والاقتصادية والاستثمارية. أما على الصعيد الخارجي، فيمكن لروسيا أن تلعب دوراً مهماً في مسألة الصراع بين سوريا وإسرائيل، خاصة في هذه المرحلة التي تواجه فيها سوريا اعتداءات إسرائيلية متواصلة".

واعتبر شعلان أن الدبلوماسية السورية تتجه نحو الحفاظ على العلاقات مع موسكو وتطوير علاقاتها مع الدول الغربية في آن معاً، مع الحفاظ على السيادة والمصالح الوطنية وبعيداً عن سياسة التكتلات والمحاور.

يتفق تصريح شعلان مع مواقف عديدة للإدارة السورية الجديدة التي أكدت مراراً استقلاليتها وعدم التأثر بأي ضغوط خارجية، وأوضحت أنها لا تعتزم الانضمام إلى أي محور دولي على حساب مصالحها. لذلك، تعكس زيارة موسكو رغبة في تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا دون التقيد بأي ضغوط أو متطلبات قد تضعف السيادة الوطنية.

وختاماً، يمكن القول إن الزيارة المرتقبة للرئيس الشرع إلى موسكو ليست مجرد زيارة دبلوماسية عادية، بل هي خطوة استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على سيادة القرار الوطني وتعزيز العلاقات مع دولة كبرى في الوقت نفسه، مع تبني نهج خارجي متوازن بعيداً عن سياسة المحاور.

مشاركة المقال: