الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 11:12 PM

ملتقى "الحكاية السورية" في دمشق: شهادات من ناجين ورؤى حول النهوض الثقافي والإعلامي

ملتقى "الحكاية السورية" في دمشق: شهادات من ناجين ورؤى حول النهوض الثقافي والإعلامي

في باكورة فعاليات ملتقى "الحكاية السورية"، استضافت المكتبة الوطنية بدمشق ندوة حوارية بعنوان "انطلاق شرارة الثورة والنهوض من تحت الرماد".

شارك في الندوة مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية، د.أحمد موفق زيدان، الذي قدم رؤى معمقة حول آفاق النهوض الثقافي والإعلامي، بينما أدار الحوار الإعلامي عمار إسماعيل.

تضمنت الندوة شهادات وحكايات مؤثرة من ضيوف وزوار، بمن فيهم ناجون من سجون الأسد، والذين شاركوا تجاربهم المؤلمة. كما أبدى العديد منهم استعدادهم للعمل تحت راية وزارة الثقافة ولجنة التوثيق المزمع إنشاؤها، بهدف تقديم شهاداتهم وحكاياتهم للعالم، والمساهمة في أي دعم ممكن.

أكد الدكتور زيدان أن انتصار الثورة السورية لم يشهد التاريخ مثيلاً له منذ قرون، مشيراً إلى أن الشعب السوري حقق إنجازاً عظيماً من لا شيء، وأن الوجه العربي للمشرق قد تغير. وشدد على مسؤولية صون دماء الشهداء، داعياً إلى إفساح المجال للدولة الوليدة، ومشيراً إلى النجاحات التي حققتها الدولة السورية الجديدة في فترة وجيزة.

وأضاف: "لقد شهدنا جميعاً مظاهر الخوف والقلق والاضطراب وهي تختفي من المنازل والأسواق والمدارس والشوارع، وشاهدنا أيضاً النصر الاقتصادي والانفتاح الدبلوماسي".

وناشد زيدان وزارة الثقافة والجهات المعنية بالتوثيق والأرشفة بالإسراع في عملهم، محذراً من أن قادة الثورة وكبار القائمين عليها ورموزها بدأوا بالرحيل، مما قد يعيق كتابة التاريخ الحقيقي. وأشار إلى ضرورة إجراء أبحاث ماجستير ودكتوراه حول هذه الحكايات والشهادات، مطالباً وزارة التعليم العالي بتخصيص مقاعد في الدراسات العليا لبحوث حكايات ووثائق الثورة السورية.

كما نبه زيدان إلى أن وجود حكومة الإنقاذ في الشمال السوري طمأن العالم إلى أن وجود بديل أفضل لنظام الأسد ليس مستحيلاً، وأن الخوف من البديل قد تبدد بوجود حكومة وشؤون إدارية تسير بشكل ممتاز، مما طمأن أيضاً الناس الذين كانوا يعيشون في مناطق سيطرة النظام بأنه يوجد من يمكنه تسلم زمام الأمور والنهوض بالبلاد من تحت الركام.

من جانبه، شدد وزير الثقافة محمد ياسين صالح على أهمية أخذ الأسماء من مصادر الخبرة للتوثيق والأرشفة، وعقد اللقاءات التي يدعى إليها أهل الصحافة وطلاب الدراسات العليا. وأوضح أنه يجب تأكيد سرديتنا وحقيقة قضيتنا بكل جوانبها، محذراً من أنه إذا تركنا الطرف الآخر وحده يملأ الفراغ، فإن وجودنا سيندثر تدريجياً. ودعا إلى تقديم حكايتنا من خلال الروايات والأفلام والشعر والأدب والدراما والسينما والوثائقيات.

وكشف عن البدء بمشروع كتاب يوثق مآسي الشعب السوري، ليكون هدية للسفارات والوفود الزائرة لسوريا.

أما أمين سر اتحاد الناشرين عاطف نموس، فأشار إلى أهمية العمل الجماعي، مؤكداً أن الثقافة أقوى من المدفع والصاروخ، وأن الغزو الثقافي هو من أسقط الدولة العثمانية. وشدد على أن النجاح لن يتحقق إلا بالعودة إلى الثقافة والجذور، معرباً عن استعداده للتطوع للعمل ضمن اتحاد الكتاب والناشرين ووزارة الثقافة لكتابة تاريخ حقيقي صادق، على عكس ما عودنا النظام، مؤكداً الحاجة إلى بناء تاريخنا من جديد.

مشاركة المقال: