الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 11:36 PM

حماة تنهض من جديد: مبادرات أهلية تواجه الدمار في ظل نقص الدعم

حماة تنهض من جديد: مبادرات أهلية تواجه الدمار في ظل نقص الدعم

في ريف حماة، تتواصل الجهود الحكومية والأهلية لإعادة الحياة إلى المنطقة المتضررة، وذلك في ظل محدودية الإمكانيات ونقص الدعم الإنساني. تأتي هذه الجهود ضمن حملة أُطلق عليها اسم "حماة تنهض من جديد"، وهي مبادرة تهدف إلى تحسين الخدمات وتأهيل البنية التحتية المتضررة، على الرغم من قلة الموارد وصعوبة الأوضاع الميدانية.

أفاد مراسل سوريا 24 في حماة بأن الحملة بدأت بتعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والمبادرات الأهلية، مع التركيز على ترميم ما يمكن ترميمه كخطوة أولى في طريق التعافي الطويل. وشملت الأعمال ترميم عدد من المدارس والمساجد، وفتح الطرق، وإزالة الأنقاض من الشوارع والمنازل في عدة بلدات وقرى في الريف الشمالي لحماة.

على الرغم من أهمية هذه الخطوات، إلا أن الصورة العامة تظهر فجوة كبيرة بين الجهود المبذولة وحجم الدمار الهائل. تحتاج المناطق المتضررة إلى دعم أكبر ومشاريع أكثر استدامة لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان وتهيئة الظروف لإعادة إعمار حقيقية تليق بتضحياتهم وصمودهم.

دمار واسع وواقع خدمي هش

قال بدر حمادة، أحد العائدين إلى منطقته في ريف حماة، في حديث لسوريا 24، إن ما رآه بعد العودة تجاوز كل التوقعات: "لقد صدمنا بحجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية. الكهرباء غير متوفرة على الإطلاق، مما يجبر السكان على الاعتماد على الطاقة الشمسية، لكنها حل ضعيف خلال فصل الشتاء، مما يزيد من الأعباء على السكان".

وأضاف حمادة أن شبكات الصرف الصحي والبنية التحتية بشكل عام تعاني من تدهور كبير، مع غياب واضح لاستجابة المنظمات الإنسانية. وأشار إلى أن مستوى الدعم المقدم من منظمات الإغاثة منخفض للغاية، مما يزيد من معاناة السكان العائدين ويجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة.

حضور محدود للمنظمات الإنسانية

من جانبه، أكد الحسين الخالد أن وجود بعض المنظمات الإنسانية في المناطق المحررة لم ينعكس بشكل حقيقي على الخدمات. وقال في حديث لسوريا 24: "على الرغم من وجود بعض المنظمات، إلا أن وجودها محدود للغاية، ولا يكاد يلامس حجم الاحتياجات القائمة. تقتصر معظم التدخلات على أنشطة بسيطة تعتمد على ما تبقى من البنية التحتية، دون مشاريع حقيقية لإعادة التأهيل أو إصلاح ما دمرته الحرب".

وشدد الخالد على أن ضعف وجود المنظمات لا يتناسب إطلاقًا مع حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة بأكملها، مما يترك السكان يواجهون تحديات يومية تفوق طاقتهم في ظل غياب الدعم الفعال والمستدام.

مبادرات محلية في مواجهة التحديات

على الرغم من محدودية الإمكانيات، ظهرت مبادرات محلية تعكس رغبة السكان في إعادة بناء مناطقهم. وأوضح خزامى الحموي، أحد القائمين على حملة "حماة تنهض من جديد"، في حديث لسوريا 24، أن فرق العمل الميدانية تعمل حاليًا في 42 نقطة مختلفة في ريف حماة الشمالي، بما في ذلك: "ترميم أكثر من 20 مدرسة، و8 آبار مياه، و8 مساجد، بالإضافة إلى بناء مسجدين جديدين في مناطق اللطامنة وحلفايا وكفرزيتا وسهل الغاب".

وأشار الحموي إلى أن الهدف من هذه الجهود ليس فقط إعادة بناء البنية التحتية، بل أيضًا إعادة الأمل إلى السكان وتشجيع المزيد من العائلات على العودة إلى ديارهم، مشيرًا إلى أن استمرار هذه المبادرات يتطلب دعمًا إضافيًا من الجهات الدولية والمنظمات المعنية بالشأن الإنساني.

أمل بالاستمرار رغم التحديات

يبدو أن طريق التعافي في ريف حماة لا يزال طويلاً، وسط تحديات معقدة تشمل غياب الخدمات الأساسية، ونقص التمويل، وتراجع الدعم الإنساني. ومع ذلك، فإن الحملات المحلية والمبادرات الأهلية تمثل نقطة مضيئة في مشهد صعب، وتعكس إرادة السكان في النهوض مرة أخرى على الرغم من كل الظروف. وفي انتظار استجابة أكبر من الجهات الدولية، تظل الجهود الحالية بمثابة خطوة أولى في طريق إعادة الحياة إلى منطقة أنهكتها الحرب، وتبحث اليوم عن بصيص أمل للاستقرار والعودة الطبيعية.

مشاركة المقال: