السبت, 18 أكتوبر 2025 01:23 PM

من مخيم اللجوء إلى منصات باريس: قصة نجاح وتميز المصمم السوري مثنى الحاج علي

من مخيم اللجوء إلى منصات باريس: قصة نجاح وتميز المصمم السوري مثنى الحاج علي

فاز مصمم الأزياء السوري الشاب مثنى الحاج علي بجائزة "التميز والإبداع" في مسابقة جائزة الموضة من العالم العربي 2025، التي أطلقها معهد العالم العربي في باريس للمرة الأولى، تكريمًا للإبداع ودعمًا للمصممين المنحدرين من العالم العربي، وذلك بدعم من المعهد الفرنسي للأزياء.

في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، روى الحاج علي تفاصيل رحلته من اللجوء إلى منصات الموضة في فرنسا، وكيف تحولت تجربته الشخصية إلى مصدر إلهام وهوية في تصاميمه.

أخبرنا أكثر عن فوزك بالجائزة وما المشاريع الناتجة عنها؟

مصمم الأزياء السوري مثنى الحاج علي: أنا سعيد جدًا بهذا الفوز، خصوصًا أن لجنة التحكيم ضمت شخصيات بارزة من عالم الموضة، بينهم المصمم اللبناني ربيع كيروز ورئيس المعهد الفرنسي للأزياء، ما أضفى على المسابقة بُعدًا دوليًا واعترافًا مؤسسيًا بالمواهب العربية. وأمضينا كفائزين لاحقًا أربعة أيام ضمن برنامج مكثف للإرشاد والتطوير شمل مجالات الإبداع، والتسويق، وإدارة العلامة التجارية بإشراف المعهد الفرنسي. ومن المقرر أن يُنظَّم خلال الأشهر المقبلة عرض أزياء أو معرض خاص للفائزين.

عندما تنظر إلى بداياتك اليوم، هل تعتبر أن الظروف الصعبة كانت لعنة أم هدية صقلت إبداعك؟

مصمم الأزياء السوري مثنى الحاج علي: لم تكن الظروف الصعبة لعنة، بل كانت هدية مؤلمة وثمينة في آنٍ واحد. تعلمت من خلالها أن أقدر كل لحظة وتفصيل في الحياة. ولولا تلك المعاناة والتحديات، لما كنت اليوم قادرًا على تحويل الألم إلى طاقة خلاقة. لقد صقلتني الصعوبات، وجعلتني أدرك أن الجمال الحقيقي يُولد من التجربة والصبر والإصرار على الاستمرار رغم كل شيء.

كيف غيرت تجربة اللجوء مفهومك للجمال وللأزياء كوسيلة للتعبير؟

مصمم الأزياء السوري مثنى الحاج علي: غيرت تجربة اللجوء نظرتي إلى الحياة قبل أن تغير نظرتي إلى الأزياء. رأيت الألم، كما رأيت القوة التي يولدها الإنسان رغم التعب. وبدأت أرى الجمال في البساطة والإنسانية، وفي القصص التي نحملها داخلنا. أصبحت الأزياء بالنسبة إلي لغة تعبر عن الحرية والذاكرة والهوية، فكل قطعة أعمل عليها هي شهادة على رحلة إنسانية، وليست مجرد تصميم.

كيف تترجم الهوية السورية أو العربية عمومًا في تصاميمك دون الوقوع في التكرار أو الفولكلور؟

مصمم الأزياء السوري مثنى الحاج علي: أنا لا أحاول نقل الهوية، بل أعيشها. لا أتعامل مع الفولكلور كزخرفة سطحية، بل كروح أصيلة. أستمد من الجذور والرموز والقصص، وأعيد صياغتها بروح معاصرة وأنيقة. هدفي هو إظهار الجانب الإنساني والراقي من هويتنا، لا تكرار الصورة النمطية عنها.

ما الذي أخذته من باريس، وما الذي رفضت أن تتخلى عنه من جذورك السورية؟ وكيف تصف الاندماج بين الثقافتين في أعمالك؟

مصمم الأزياء السوري مثنى الحاج علي: أخذت من باريس الانضباط والحرفية والدقة التي تميز الموضة الفرنسية، لا سيما في عالم الهوت كوتور، واحتفظت من سوريا بالعاطفة والصدق والروح التي تمنح التصميم نبضه الخاص. هذا الدمج بين الثقافتين ليس قرارًا واعيًا، بل نتيجة طبيعية لمسار حياتي. أنا مزيج من المكانين، وكل قطعة أصممها هي انعكاس لهذا التوازن العفوي.

كيف تصف تجربتك مع دار "ستيفان رولاند"، وما الذي تعلمته من المصمم شخصيًا؟

مصمم الأزياء السوري مثنى الحاج علي: تجربتي مع ستيفان رولاند كانت بمثابة مدرسة حقيقية. تعلمت منه كيف يمكن للفخامة أن تكون بسيطة، وكيف تكمن العبقرية في التفاصيل. هو إنسان يحترم الفن ويعامل كل قطعة كتحفة فنية. ورأيت من خلاله المعنى الحقيقي للهوت كوتور.

كيف ترى مستقبل الخياطة اليدوية في ظل تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في عالم الموضة؟

مصمم الأزياء السوري مثنى الحاج علي: أنا مؤمن بأن الخياطة اليدوية لن تزول. قد تتطور وتتأثر بالتكنولوجيا، لكنها ستبقى تحتفظ بروحها الإنسانية، فالآلة لا تستطيع أن تنقل إحساس الإصبع الذي يخيط بحبٍ وتفانٍ. يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي عونًا، لكنه لا يمكن أن يحل محل اللمسة البشرية.

ما الذي يميز علامتك التجارية عن غيرها في ظل المنافسة العالية في مجال الموضة؟

مصمم الأزياء السوري مثنى الحاج علي: علامتي ليست مجرد دار أزياء، بل هوية ورسالة. أعمل على المزج بين الجمال والقوة، بين الأنوثة والجرأة، بين الشرق والغرب. لا يهمني أن أواكب الصيحات، بقدر ما يهمني أن أترك أثرًا إنسانيًا وجماليًا حقيقيًا.

يلفتنا الفستان الأحمر الذي ارتدته أكثر من نجمة عربية وعالمية. حدثنا أكثر عن هذا التصميم، وما الذي يميزه عن غيره؟

مصمم الأزياء السوري مثنى الحاج علي: يمثل هذا التصميم رمزًا للحياة والشغف والذكريات التي نحملها، ومحاولة لترجمة تلك المشاعر أي القوة والأنوثة في آنٍ واحد. ربما لهذا السبب لاقى صدى واسعًا، إذ ارتدته شخصيات مثل العارضة الكندية العالمية كوكو روشا، والممثلة والكاتبة السعودية سارة طيبة، كما ظهر في العديد من المجلات العالمية.

أين ترى علامة “Mouthana” بعد عشر سنوات؟

مصمم الأزياء السوري مثنى الحاج علي: أطمح أن تكون العلامة مساحة للفن الإنساني، ودارًا تخلد الجمال الحقيقي، أي جمال الروح والتجربة، لا المظهر فقط، وصوتًا لمن لم يتمكنوا من إيصال أصواتهم. وأود أن أشير إلى أنّ هناك مشاريع قريبة تجمع بين الموضة والسينما والفن الإنساني، وأستعد لتقديم عرض أزياء أو عرض تقديمي جديد قريبًا بإذن الله.

مشاركة المقال: